في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

حياتهم كلها سلام . يرف عليها السلام . ويشيع فيها السلام . تسلم عليهم الملائكة في ذلك الجو الناعم الآمن ؛ ويسلم بعضهم على بعض . ويبلغهم السلام من الرحمن . فالجو كله سلام سلام . .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

إلا سلاماً ، لأنهم في دار السلام .

 
روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

{ إِلاَّ قِيلاً } أي قولا فهو مصدر مثله { سلاما سلاما } بدل من { قِيلاً } كقوله تعالى : { لاَّ يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْواً إِلاَّ سلاما } [ مريم : 62 ] وقال الزجاج : هو صفة له بتأويله بالمشتق أي سالماً من هذه العيوب أو مفعوله ، والمراد لفظه فلذا جاز وقوعه مفعولاً للقول مع إفراده ، والمعنى إلا أن يقول بعضهم لبعض { سَلاَماً } ، وقيل : هو مصدر لفعل مقدر من لفظه وهو مقول القول ومفعوله حينئذ أي نسلم سلاماً ، والتكرير للدلالة على فشو السلام وكثرته فيما بينهم لأن المراد سلاماً بعد سلام ، والاستثناء منقطع وهو من تأكيد المدح بما يشبه الذم محتمل لأن يكون من الضرب الأول منه ، وهو أن يستثنى من ضفة ذم منفية عن الشيء صفة مدح له بتقدير دخولها فيها بأن يقدر السلام هنا داخلاً فيما قبل فيفيد التأكيد من وجهين ، وأن يكون من الضرب الثاني منه وهو أن يثبت لشيء صفة مدح ويعقب بأداة استثناء يليها صفة مدح أخرى بأن لا يقدر ذلك ، ويجعل الاستثناء من أصله منقطعاً فيفيد التأكيد من وجه ، ولولا ذكر التأثيم على ما قاله السعد جاز جعل الاستثناء متصلا حقيقية لأن معنى السلام الدعاء بالسلامة وأهل الجنة أغنياء عن ذلك فكان ظاهره من قبيل اللغو وفضول الكلام لولا ما فيه من فائدة الإكرام ، وإنما منع التأثيم الذي هو النسبة إلى الإثم لأنه لا يمكن جعل السلام من قبيله وليس لك في الكلام أن تذكر متعددين ثم تأتي بالاستثناء المتصل من الأول مثل أن تقول : ما جاء من رجل ولا امرأة إلا زيداً ولو قصدت ذلك كان الواجب أن تؤخر ذكر الرجل ، وقرئ سلام سلام بالرفع على الحاكية .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

{ إِلَّا قِيلًا سَلَامًا سَلَامًا } أي : إلا كلاما طيبا ، وذلك لأنها دار الطيبين ، ولا يكون فيها إلا كل طيب ، وهذا دليل على حسن أدب أهل الجنة في خطابهم فيما بينهم ، وأنه أطيب كلام ، وأسره للنفوس{[965]}  وأسلمه من كل لغو وإثم ، نسأل الله من فضله .


[965]:- في ب: للقلوب.
 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

قوله تعالى : { جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلاً } يعني قولاً : { سلاماً سلاماً } نصبهما اتباعاً لقوله : " قيلاً " أي يسمعون سلاماً سلاماً . قال عطاء : يحيي بعضهم بعضاً بالسلام .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

قوله : { إلا قيلا سلاما سلاما } قيلا ، مستثنى منصوب . وهو استثناء منقطع . وسلاما ، بدل من { قيلا } أي لا يسمعون إلا التسليم ، وهو ان يسلم بعضم على بعض في الجنة فيشيع فيهم الإيناس والمودة{[4438]} .


[4438]:تفسير ابن كثير جـ 4 ص 289 وتفسير النسفي جـ 4 ص 216.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِلَّا قِيلٗا سَلَٰمٗا سَلَٰمٗا} (26)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إلا قيلا سلاما سلاما} يعني كثرة السلام من الملائكة نظيرها في الرعد: {والملائكة يدخلون عليهم من كل باب سلام عليكم} [الرعد: 23، 24]...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"إلاّ قِيلاً سَلاما سّلاما" يقول: لا يسمعون فيها من القول إلا قيلاً سلاما: أي أسلم مما تكره.

وفي نصب قوله: "سَلاما سَلاما" وجهان: إن شئت جعلته تابعا للقيل، ويكون السلام حينئذٍ هو القيل، فكأنه قيل: لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما، إلا سلاما سلاما، ولكنهم يسمعون سلاما سلاما.

والثاني: أن يكون نصبه بوقوع القيل عليه، فيكون معناه حينئذٍ: إلا قيلَ سلامٍ فإن نوّن نصب قوله: سَلاما سَلاما بوقوع قِيلٍ عليه...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

{إلا قيلا سلاما سلاما} يخرج على وجهين:

أحدهما: أي إلا كلاما، فيه سلامة من جميع الآفات التي ذكر.

والثاني: {إلا قيلا سلاما سلاما} أي يحيي بعضهم بعضا بالسلام كقوله تعالى: {وتحيتهم فيها سلام} [يونس: 10]...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

{إِلاَّ قِيلاً سَلاَماً سَلاَماً} فيه ثلاثة أوجه:

أحدها: لكن يسمعون قولاً ساراً وكلاماً حسناً.

الثاني: لكن يتداعون بالسلام على حسن الأدب وكريم الأخلاق.

الثالث: يعني قولاً يؤدي إلى السلامة.

ويحتمل رابعاً: أن يقال لهم هنيئاً.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

{سلاماً} نعت للقيل، كأنه قال: إلا {قيلاً} سالماً من هذه العيوب وغيرها. وقال بعض النحاة {سلاماً} منتصب بفعل مضمر تقديره: اسلموا سلاماً.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إلا قيلاً} أي هو في غاية اللطافة والرقة بما دل عليه المبني على ما قبلها محاسن مع ما تدل عليه مادة قوله. ولما تشوف السامع إليه بالتعبير بما ذكر، بينه بقوله: {سلاماً} ودل على دوامه بتكريره فقال: {سلاماً} أي لا يخطر في النفس ولا يظهر في الحس منهم قول إلا دالاًّ على السلامة لأنه لا عطب فيها أصلاً، و ساقه مساق الاستثناء المتصل دلالة على أنه إن كان فيها لغو فهو ذلك حسب، وهو ما يؤمنهم وينعمهم ويبشرهم مع أنه دال على حسن العشرة وجميل الصحبة وتهذيب الأخلاق وصفاء المودة...

السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني 977 هـ :

{سلاما} ففيه إشارة إلى كثرة السلام عليهم ولهذا لم يكرر في قوله تعالى {سلام قولاً من رب رحيم}.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

حياتهم كلها سلام. يرف عليها السلام. ويشيع فيها السلام. تسلم عليهم الملائكة في ذلك الجو الناعم الآمن؛ ويسلم بعضهم على بعض. ويبلغهم السلام من الرحمن. فالجو كله سلام سلام...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و {سلاماً} الأول مقول {قيلاً} أي هذا اللفظ الذي تقديره: سَلمنا سَلاماً، فهو جملة محكية بالقول. و {سلاماً} الثاني تكرير ل {سلاماً} الأول تكريراً ليس للتأكيد بل لإِفادة التعاقب، أي سلاماً إثر سلام، كقوله تعالى: {كلا إذا دكت الأرض دَكَّاً دَكاً} [الفجر: 21] وقولهم: قرأت النحو باباً باباً، أو مشاراً به إلى كثرة المسلِّمين فهو مؤذن مع الكرامة بأنهم معظمون مبجلون، والفرق بين الوجهين أن الأول يفيد التكرير بتكرير الأزمنة، والثاني يفيد التكرار بتكرار المسلِّمين. وإنما جيء بلفظ: {سلاماً} منصوباً دون الرفع مع كون الرفع أدل على المبالغة كما ذكروه في قوله: {قالوا سَلاماً قال سلام} في سورة هود (69) وسورة الذاريات (25) لأنه أريد جعله بدلاً من {قيلاً}.

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وأساساً فإنّ الجنّة هي دار السلام وبيت السلامة والأمن والأمان، كما نقرأ في قوله تعالى: (لهم دار السلام عند ربّهم)..