في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ} (10)

ولقد يخطف الشيطان المارد خطفة سريعة مما يدور في الملأ الأعلى ، فيتبعه شهاب يلاحقه في هبوطه فيصيبه ويحرقه حرقاً .

ونحن لا نعرف كيف يتسمع الشيطان المارد ؛ ولا كيف يخطف الخطفة ؛ ولا كيف يرجم بالشهاب الثاقب . لأن هذه كلها غيبيات تعجز طبيعتنا البشرية عن تصور كيفياتها ؛ ومجالنا فيها هو تصديق ما جاء من عند الله فيها . وهل نعلم عن شيء في هذا الكون إلا القشور ? !

والمهم أن هذه الشياطين التي تمنع من الوصول إلى الملأ الأعلى ، ومن التسمع لما يدور فيه هي التي يدعي المدعون أن بينها وبين الله نسباً ، ولو كان شيء من هذا صحيحاً لتغير وجه المعاملة . ولما كان مصير الأنسباء والأصهار - بزعمهم - هو المطاردة والرجم والحرق أبداً !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ} (10)

خطف الخطفة : أخذ بسرعة على غِرة .

الشهاب : الشعلة من النار ، والنجم المضيء المنقضّ من السماء .

ثاقب : مضيء .

إلا من اختلس الكلمةَ من أخبار السماء فإننا نُتبعه بشهابٍ ثاقب يلحقه فيصيبه ويحرقه حرقا .

أما كيف يتم هذا كله فإننا لا نعرفه . . فهو من الغيبيات التي تعجز طبيعتنا البشرية عن تصوّر كيفياتها ، ونصدّق بها وبما جاء من عند الله .

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ} (10)

قوله : { لاَّ مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ } { مَنْ } في محل رفع بدل من واو { لا يَسَّمَّعُونَ } وقيل : منصوب على الاستثناء ؛ أي أن الشياطين لا يسمعون الملائكة في السماء إلا الذي { خَطِفَ الْخَطْفَةَ } من الخطف وهو الاختلاس . والمراد اختلاس كلام من الملائكة مسارقة .

قوله : { فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ } الشهاب ، شعلة من نار ساطعة{[3937]} ؛ أي فلحقه شهاب نافذ بضوئه وشعاعه المنير{[3938]} .


[3937]:القاموس المحيط ص 132
[3938]:تفسير النسفي ج 4 ص 17 والبحر المحيط ج 7 ص 338-339