{ إِلا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ } الاستثناء هو من قوله { لا يسمعون } أو من قوله { وَيُقْذَفُونَ } وقيل الاستثناء راجع إلى غير الوحي لقوله : { إنهم عن السمع لمعزولون } بل يخطف الواحد منهم خطفة مما يتفاوض فيه الملائكة ، ويدور بينهم مما سيكون في العالم قبل أن يعلمه أهل الأرض ، والخطف الاختلاس مسارقة وأخذ الشيء بسرعة ، قرأ الجمهور : خطف بفتح الخاء وكسر الطاء مخففة وقرئ بكسرهما وتشديد الطاء وهي لغة تميم بن مر وبكر بن وائل وقرئ بفتح الخاء وكسر الطاء مشددة : وقرأ ابن عباس بكسرهما مع تخفيف الطاء ، وقيل إن الاستثناء منقطع .
{ فَأَتْبَعَهُ } أي لحقه وتبعه { شِهَابٌ ثَاقِبٌ } أي نجم مضيء أو مستوقد فيحرقه أو يقتله ويخبله ، وربما لا يحرقه ، فيلقى إلى إخوانه ما خطفه وليست الشهب التي ترجم بها هي من الكواكب الثوابت ، بل من غير الثوابت وأصل الثقوب الإضاءة . قال الكسائي : ثقبت النار تثقب ثقابة إذا اتقدت وهذه الآية هي كقوله :
{ إلا من استرق السمع فأتبعه شهاب مبين } ، قال ابن عباس : إذا رمى الشهاب لم يخطئ ، من رمي به ، وتلا فأتبعه شهاب ثاقب وقال : لا يقتلون بالشهاب ولا يموتون ، ولكنها تحرق وتخبل وتجرح في غير قتل .
قال سليمان الجمل قالوا : إنه ليس المراد أنهم يرمون بأجرام الكواكب بل يجوز أن تنفصل منها شعلة يرمي بها الشيطان والكواكب باقية بحالها ، وهذا كمثل القبس الذي يؤخذ من النار وهي على حالها ويعود الشيطان مرة أخرى مع أنه يعلم أنه يصاب ولا يصل إلى مقصوده رجاء نيل المطلوب . وطمعا في السلامة ، كراكب البحر فإنه يشاهد الغرق أحيانا لكن يعود إلى ركوبه رجاء السلامة ونيل المقصود .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.