غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{إِلَّا مَنۡ خَطِفَ ٱلۡخَطۡفَةَ فَأَتۡبَعَهُۥ شِهَابٞ ثَاقِبٞ} (10)

1

{ إلا من خطف } في محل الرفع بدلاً من الواو في { لا يسمعون } أي لا يسمع إلا الشيطان الذي اختلس الكلمة مسارقة . وقيل : وثب وثبة . وقيل : الاستثناء منقطع خبره { فأتبعه } أي أتبعه ورمى في أثره { شهاب ثاقب } مضيء أو ماض فإذا قذفوا احترقوا . وقيل : تصيبهم آفة فلا يعودون . وقيل : لا يقتلون بالشهب بل يحس بذلك فلا يرجع ولهذا لا يمتنع غيره من ذلك . وقيل : يصيبهم مرة ويسلمون مرة فصاروا في ذلك كراكبي السفينة للتجارة . وحين بين الوحدانية ودلائلها في أول هذه السورة أراد أن يذكر ما يدل على الحشر والكلام فيه من طريقين : الأوّل أن يقال : قدر على الأصعب فيقدر على الأسهل بالأولى ، الثاني قدر في أول الأمر فيقدر في الحالة الثانية .

/خ82