في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا} (7)

وجعل الجبال أوتادا . . يدركه الإنسان من الناحية الشكلية بنظره المجرد ، فهي أشبه شيء بأوتاد الخيمة التي تشد إليها . أما حقيقتها فنتلقاها من القرآن ، وندرك منه أنها تثبت الأرض وتحفظ توازنها . . وقد يكون هذا لأنها تعادل بين نسب الأغوار في البحار ونسب المرتفعات في الجبال . . وقد يكون لأنها تعادل بين التقلصات الجوفية للأرض والتقلصات السطحية ، وقد يكون لأنها تثقل الأرض في نقط معينة فلا تميد بفعل الزلازل والبراكين والاهتزازات الجوفية . . وقد يكون لسبب آخر لم يكشف عنه بعد . . وكم من قوانين وحقائق مجهولة أشار إليها القرآن الكريم . ثم عرف البشر طرفا منها بعد مئات السنين !

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا} (7)

أوتادا : جمع وتد ، والجبال كالأوتاد المغروزة في الأرض تحفظ توازنها ، وتمنعها من الاضطراب والميلان .

2-{ والجبال أَوْتَاداً } فالجبالُ جعلها الله مثلَ الأوتاد ، تحفظ توازنَ الأرض ، إذ يبلغ سُمكُ الجزء الصلب من القشرة الأرضية نحو ستين كيلومتراً ، وتكثر فيه التجاعيد فيرتفع حيث تتكون الجبالُ ، وينخفض لتكونَ بطونُ البحار وقيعان المحيطات والأودية .

وهو في حالة التوازن بسبب الضغوط الناتجة من الجبال . . فقشرةُ الأرض اليابسة تُرسيها الجبال ، فهي كالأوتاد التي تحفظ الخيمةَ من السقوط . ولولا الجبالُ لكانت الأرض دائمةَ الاضطراب بما في جوفها من المواد الشديدة الغليان ، الدائمة الجَيَشان ، والتي نشاهد بعضاً منها عندما تنفجر البراكين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا} (7)

{ والجبال } أي تعرفون شدتها وعظمتها وعجزكم عن أقل شيء من أمورها { أوتاداً * } تثبتها كما أن البيت لا يثبت إلا بأوتاده ، قال الأفوه الأودي :

والبيت لا يبتنى إلا له عمد *** ولا عماد إذا لم ترس أوتاد

وذلك لئلا تميد بكم-{[71072]} فإنها{[71073]} معلقة على فضاء العلم ممسكة بيد القدرة ، فلولا الجبال لعظم ثقلها لأنها بمنزلة السفينة العالية الفارغة على متن البحر فهي في غاية الحركة لا سيما إذا عظمت الريح فإنها حينئذ لا يستقر عليها قائم ولا يثبت قاعد ولا نائم{[71074]} ، فالجبال بمنزلة الأمتعة الثقيلة التي تنزلها في الماء {[71075]}فتحفظ عن{[71076]} كثرة التقلب فكيف يصح بوجه أن يتوقف في إخبار من هذه قدرته لا سيما إذا كان ذلك المخبر به مما{[71077]} ركز سبحانه أمره في الفطر الأولى وقرر صحته في العقول التقرير الأوضح الأجلى .


[71072]:زيد من ظ و م.
[71073]:من ظ و م، وفي الأصل: لأنها.
[71074]:من ظ و م، وفي الأصل: قائم.
[71075]:من ظ و م، وفي الأصل: فتحفظها من.
[71076]:من ظ و م، وفي الأصل: فتحفظها من.
[71077]:زيد في الأصل: القدرة، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
 
تفسير الجلالين للمحلي والسيوطي - تفسير الجلالين [إخفاء]  
{وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا} (7)

{ والجبال أوتادا }

{ والجبال أوتاداً } تثبت بها الأرض كما تثبت الخيام بالأوتاد ، والاستفهام للتقرير .