إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَٱلۡجِبَالَ أَوۡتَادٗا} (7)

وقولُه تعالَى : { أَلَمْ نَجْعَلِ الأرض مهادا * والجبال أَوْتَاداً } الخ استئنافٌ مسوقٌ لتحقيقِ النبأِ المتساءلِ عنُهُ بتعدادِ بعضِ الشواهدِ الناطقةِ بحقِّيتِه إثرَ ما نبَّه عليها بما ذُكرَ من الردع والوعيدِ ، ومنْ ههُنا اتضحَ أنَّ المتساءَلَ عنه هو البعثُ ، لا القرآنُ أو نبوةُ النبيِّ عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ كما قيلَ : والهمزةُ للتقريرِ . والالتفاتُ إلى الخطابِ على القراءةِ المشهورةِ للمبالغة في الإلزام والتبكيتِ . والمِهادُ البساطُ والفراشُ . وقُرِئَ مَهْداً على تشبيهها بمهدِ الصبيِّ وهو ما يُمهدُ له فيُنوَّمُ عليهِ تسميةً للمهودِ بالمصدرِ ، وجعَلُ الجبالِ أوتاداً لها إرساؤُها بها كما يُرسي البيتُ بالأوتادِ .