واستطرد إلى أسطورتهم حول الملائكة ، يبين لهم أن الملائكة خلق من خلق الله مثلهم . ولو شاء الله لجعل الملائكة يخلفونهم في هذه الأرض ، أو لحول بعض الناس إلى ملائكة يخلفونهم في الأرض :
( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ) . .
فمرد الأمر إلى مشيئة الله في الخلق . وما يشاؤه من الخلق يكون . وليس أحد من خلقه يمت إليه بنسب ، ولا يتصل به - سبحانه - إلا صلة المخلوق بالخالق ، والعبد بالرب ، والعابد بالمعبود .
{ ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة } : أي ولو شاء لأهلكناهم وجعلنا بدلكم وملائكة .
{ في الأرض يخلفون } : أي يعمرون الأرض ويعبدون الله فيها يخلفونكم فيها بعد إهلاككم .
وقوله تعالى : { ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون } أي ولو نشاء لأهلكناكم يا بني آدم ولم نبق منك أحداً . وجعلنا بدلكم في الأرض ملائكة يخلفونكم فيها فيعمرونها ويعبدون الله تعالى فيها ويوحدونه ولا يشركون به سواء .
" ولو نشاء لجعلنا منكم " أي بدلا منكم " ملائكة " يكونون خلفا عنكم ، قاله السدي . ونحوه عن مجاهد قال : ملائكة يعمرون الأرض بدلا منكم . وقال الأزهري : إن " من " قد تكون للبدل ، بدليل هذه الآية .
قلت : قدم تقدم هذا المعنى في " التوبة " {[13658]} وغيرها . وقيل : لو نشاء لجعلنا من الإنس ملائكة وإن لم تجر العادة بذلك ، والجواهر جنس واحد والاختلاف بالأوصاف ، والمعنى : لو نشاء لأسكنا الأرض الملائكة ، وليس في إسكاننا إياهم السماء شرف حتى يعبدوا ، أو يقال لهم بنات الله . ومعنى " يخلفون " يخلف بعضهم بعضا . قاله ابن عباس .
{ ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون } في معناها قولان :
أحدهما : لو نشاء لجعلنا بدلا منكم ملائكة يسكنون الأرض ويخلفون فيها بني آدم ، فقوله : { منكم } يعلق ببدل المحذوف أو { بيخلفون } .
والآخر : لو نشاء لجعلنا منكم أي : لولدنا منكم أولادا ملائكة يخلفونكم في الأرض كما يخلفكم أولادكم ، فإنا قادرون على أن نخلق من أولاد الناس ملائكة فلا تنكروا أن خلقنا عيسى من غير والد ، حكى ذلك الزمخشري .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.