في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

26

وجعلهم الله سلفاً يتبعه كل خلف ظالم ( ومثلاً للآخرين )الذين يجيئون بعدهم ، ويعرفون قصتهم ، فيعتبرون . .

وهكذا تلتقي هذه الحلقة من قصة موسى - عليه السلام - بالحلقة المشابهة لها من قصة العرب في مواجهة رسولهم الكريم . فتثبت الرسول [ صلى الله عليه وسلم ] والمؤمنين معه ؛ وتحذر المشركين المعترضين ، وتنذرهم مصيراً كمصير الأولين . .

وتلتقي الحقيقة في عرض القصة ، بالتناسق بين الحلقة المعروضة والحال القائمة والغاية من إيرادها في هذه الحال القائمة . وتصبح القصة بهذا أداة للتربية في المنهج الإلهي الحكيم .

ثم ينتقل السياق من هذه الحلقة في قصة موسى ، إلى حلقة من قصة عيسى ، بمناسبة جدل القوم حول عبادتهم للملائكة وعبادة بعض أهل الكتاب للمسيح . . وذلك في الدرس الأخير

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

سلفاً : قدوة لمن بعدهم من الكفار . ومثلا : عبرة وموعظة .

وجعلناهم قُدوةً لمن يعمل عملَهم من أهل الضلال ، وعبرةً وموعظة لمن يأتي بعدهم من الكافرين .

وفي قصة موسى هنا تسليةٌ للرسول الكريم بها لأن قومه عيّروه بالفقر ، وقد سبق لموسى أن عيره فرعونُ بالفقر والضعف .

قراءات :

قرأ حمزة والكسائي وخلف : فجعلناهم سُلُفا بضم السين واللام . والباقون : سلفا ، بالإفراد .

 
أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

شرح الكلمات :

{ فجعلناهم سلفا } : أي فرعون وقومه سلفاً أي سابقين ليكونوا عبرة لمن بعدهم .

{ ومثلا للآخرين } : أي يتمثلون بحالهم فلا يقدمون على مثل فعلهم .

المعنى :

وقوله تعالى { فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين } أي جعلنا فرعون ، ومن أغرقنا معه من ملائه وجيوشه سلفا أي سابقين ليكنوا عبرة لمن بعدهم ، ومثلا يتمثل به من بعدهم فلا يقدمون على ما أقدموا عليه من الكفر والظلم والعلو والفساد ، وأولى من يعتبر بهذا قريش التي نزل لينبهها ويحرك كامن نفسها لتنتبه من غفلتها وتوحد فتنجو وتكمل وتسعد .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

قوله تعالى : { فجعلناهم سلفاً } قرأ حمزة والكسائي سلفا بضم السين واللام ، قال الفراء : هو جمع سليف من سلف بضم اللام يسلف ، أي تقدم ، وقرأ الآخرون بفتح السين واللام على جمع السالف ، مثل : حارس وحرس وخادم وخدم ، وراصد ورصد ، وهما جميعاً الماضون المتقدمون من الأمم ، يقال : سلف يسلف ، إذا تقدم . والسلف من تقدم الآباء ، فجعلناهم متقدمين ليتعظ بهم الآخرون . { ومثلاً للآخرين } عبرة وعظة لمن بقي بعدهم . وقيل : سلفاً لكفار هذه الأمة إلى النار ومثلاً لمن يجيء بعدهم .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

{ فجعلناهم سلفا } متقدمين في الهلاك ليتعظ بهم من بعدهم { ومثلا للآخرين } عبرة لمن يجيء بعدهم

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

قوله تعالى : " فجعلناهم سلفا " أي جعلنا قوم فرعون سلفا . قال أبو مِجْلَز : " سلفا " لمن عمل عملهم ، و " مثلا " لمن يعمل عملهم . وقال مجاهد : " سلفا " إخبارا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم ، " ومثلا " أي عبرة لهم . وعنه أيضا " سلفا " لكفار قومك يتقدمونهم إلى النار . قتادة : " سلفا " إلى النار ، " ومثلا " عظة لمن يأتي بعدهم . والسلف المتقدم ، يقال : سلف يسلف سلفا ، مثل طلب طلبا ، أي تقدم ومضى . وسلف له عمل صالح أي تقدم . والقوم السلاف المتقدمون . وسلف الرجل : آباؤه المتقدمون ، والجمع أسلاف وسلاف . وقراءة العامة " سلفا " ( بفتح السين واللام ) جمع سالف ، كخادم وخدم ، وراصد ورصد ، وحارس وحرس . وقرأ حمزة والكسائي " سلفا " ( بضم السين واللام ) . قال الفراء هو جمع سليف ، نحو سرير وسرر . وقال أبو حاتم : هو جمع سلف ، نحو خشب وخشب ، وثمر وثمر ، ومعناهما واحد . وقرأ علي وابن مسعود وعلقمة وأبو وائل والنخعي وحميد بن قيس " سلفا " ( بضم السين وفتح اللام ) جمع سلفة ، أي فرقة متقدمة . قال المؤرج والنضر بن شميل : " سلفا " جمع سلفة ، نحو غرفة وغرف ، وطرفة وطرف ، وظلمة وظلم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَجَعَلۡنَٰهُمۡ سَلَفٗا وَمَثَلٗا لِّلۡأٓخِرِينَ} (56)

{ فجعلناهم سلفا ومثلا للآخرين } السلف بفتح السين واللام جمع سالف ، وقرئ بضمها جمع سليف ومعناه متقدم أي : تقدم قبل الكفار ليكون موعظة لهم ، ومثلا يعتبرون به لئلا يصيبهم مثل ذلك .