في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

وما غاض معين فضله وفيض عطائه . فإن لك عنده في الآخرة من الحسنى خيرا مما يعطيك منها في الدنيا : ( وللآخرة خير لك من الأولى ) . . فهو الخير أولا وأخيرا . .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

ولَلدارُ الآخرة وما فيها من نعيم خيرٌ لك من هذه الحياة الدنيا ، ولَعاقبةُ أمرك ونهايتُه خيرٌ من بدايته . وقد حقّق الله له نصره .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{ وللآخرة } يعني الجنة { خير لك من الأولى } يعني من الدنيا ، يعني أنه قد دنت القيامة والآخرة خير لك من الدنيا...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يقول تعالى ذكره : وللدار الآخرة ، وما أعدّ الله لك فيها ، خير لك من الدار الدنيا وما فيها يقول : فلا تحزن على ما فاتك منها ، فإن الذي لك عند الله خير لك منها ...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

يقول : مع ما أعطيتك في الدنيا من الشرف والذكر والغلبة على الفراعنة ، فالآخرة خير لك من الأولى ، يرغبه في الآخرة ، ويزهده في الدنيا ، أو يقول : إن أولى لك أن يكون سعيك للآخرة من الأولى ، ...

الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي 468 هـ :

لأن الله يعطيك فيها الكرامات والدرجات...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فإن قلت : كيف اتصل قوله : { وَلَلأَخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الأولى } بما قبله ؟ قلت : لما كان في ضمن نفي التوديع والقلي : أنّ الله مواصلك بالوحي إليك ، وأنك حبيب الله ولا ترى كرامة أعظم من ذلك ولا نعمة أجلّ منه : أخبره أن حاله في الآخرة أعظم من ذلك وأجل ، وهو السبق والتقدّم على جميع أنبياء الله ورسله ، وشهادة أمته على سائر الأمم ، ورفع درجات المؤمنين وإعلاء مراتبهم بشفاعته ، وغير ذلك من الكرامات السنية . ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

يحتمل أن يريد الدارين الدنيا والآخرة ، وهذا تأويل ابن إسحاق وغيره ، ويحتمل أن يريد حاليه في الدنيا قبل نزول السورة وبعدها، فوعده الله تعالى على هذا التأويل بالنصر والظهور ، وكذلك قوله تعالى : { ولسوف يعطيك ربك } الآية...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ وللآخرة } أي التي هي المقصود من الوجود بالذات لأنها باقية خالصة عن شوائب الكدر أو الحالة المتأخرة لك ليفهم منه أنه لا يزال في ترق من عليّ إلى أعلى منه وكامل إلى أكمل منه دائماً أبداً لا إلى نهاية { خير } وقيد بقوله : { لك } لأنه ليس كل أحد كذلك { من الأولى } أي الدنيا الفانية التي لا سرور فيها خالص كما أن النهار الذي هو بعد الليل خير منه وأشرف ولا سيما الضحى منه ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

( وللآخرة خير لك من الأولى ) . . فهو الخير أولا وأخيرا . . ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

عطف على جملة : { والضحى } [ الضحى : 1 ] فهو كلام مبتدأ به ، والجملة معطوفة على الجمل الابتدائية وليست معطوفة على جملة جواب القسم بل هي ابتدائية فلما نُفي القِلى بشّر بأن آخرته خير من أولاه ، وأن عاقبته أحسن من بدأته ، وأن الله خاتم له بأفضل مما قد أعطاه في الدنيا وفي الآخرة .

وما في تعريف « الآخرة » و { الأولى } من التعميم يجعل معنى هذه الجملة في معنى التذييل الشامل لاستمرار الوحي وغير ذلك من الخير .

والآخرة : مؤنث الآخرِ ، و { الأولى } : مؤنث الأوَّل ، وغلب لفظ الآخرة في اصطلاح القرآن على الحياة الآخرة وعلى الدار الآخرة كما غلب لفظ الأولى على حياة الناس التي قبل انخرام هذا العالم ، فيجوز أن يكون المراد هنا من كلا اللفظين كِلا معنييه فيفيد أن الحياة الآخرة خير له من هذه الحياة العاجلة تبشيراً له بالخيرات الأبدية ، ويفيد أن حالاته تجري على الانتقال من حالة إلى أحسن منها ، فيكون تأنيث الوصفين جارياً على حالتي التغليب وحالتي التوصيف ، ويكون التأنيث في هذا المعنى الثاني لمراعاة معنى الحالة .

ويومئ ذلك إلى أن عودة نزول الوحي عليه هذه المرة خير من العودة التي سبقت ، أي تكفل الله بأن لا ينقطع عنه نزول الوحي من بعد .

فاللام في « الآخرة » و { الأولى } لام الجنس ، أي كُلّ آجل أمره هو خير من عاجله في هذه الدنيا وفي الأخرى .

واللام في قوله : { لك } لام الاختصاص ، أي خير مختص بك وهو شامل لكل ما له تعلق بنفس النبي صلى الله عليه وسلم في ذاته وفي دِينه وفي أمته ، فهذا وعد من الله بأن ينشر دين الإِسلام وأن يمكِّن أمته من الخيرات التي يأملها النبي صلى الله عليه وسلم لهم . وقد روى الطبراني والبيهقي في « دلائل النبوة » عن ابن عباس قال : " قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عُرض عليّ ما هو مفتوح لأمتي بعدي فسرني فأنزل الله تعالى : { وللآخرة خير لك من الأولى } "

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

{ وللآخرة خير لك من الأولى } لأن الله يعطيك فيها الكرامات والدرجات

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

روى سلمة عن ابن إسحاق قال : " وللآخرة خير لك من الأولى " أي ما عندي في مرجعك إلي يا محمد ، خير لك مما عجلت لك من الكرامة في الدنيا . وقال ابن عباس : أري النبي صلى اللّه عليه وسلم ما يفتح اللّه على أمته بعده ؛ فسر بذلك ؛ فنزل جبريل بقوله : " وللآخرة خير لك من الأولى ولسوف يعطيك ربك فترضى " . قال ابن إسحاق : الفلج في الدنيا ، والثواب في الآخرة . وقيل : الحوض والشفاعة . وعن ابن عباس : ألف قصر من لؤلؤ أبيض ترابه المسك . رفعه الأوزاعي ، قال : حدثني إسماعيل بن عبيدالله ، عن علي بن عبدالله بن عباس ، عن أبيه قال : أري النبي صلى اللّه عليه وسلم ما هو مفتوح على أمته ، فسر بذلك ؛ فأنزل اللّه عز وجل " والضحى - إلى قوله تعالى - ولسوف يعطيك ربك فترضى " ، فأعطاه اللّه جل ثناؤه ألف قصر في الجنة ، ترابها المسك ؛ في كل قصر ما ينبغي له من الأزواج والخدم . وعنه قال : رضي محمد ألا يدخل أحد من أهل بيته النار . وقال السدي . وقيل : هي الشفاعة في جميع المؤمنين . وعن علي رضي اللّه عنه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : ( يشفعني اللّه في أمتي حتى يقول اللّه سبحانه لي : رضيت يا محمد ؟ فأقول يا رب رضيت ) . وفي صحيح مسلم عن ، عبدالله بن عمرو بن العاص أن النبي صلى اللّه عليه وسلم تلا قول اللّه تعالى في إبراهيم : " فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم{[16143]} " [ إبراهيم : 36 ] وقول عيسى : " إن تعذبهم فإنهم عبادك{[16144]} " [ المائدة : 118 ] ، فرفع يديه وقال : ( اللهم أمتي أمتي ) وبكى . فقال اللّه تعالى لجبريل : ( اذهب إلى محمد ، وربك أعلم ، فسله ما يبكيك ) فأتى جبريل النبي صلى اللّه عليه وسلم ، فسأل فأخبره . فقال اللّه تعالى لجبريل : [ اذهب إلى محمد ، فقل له : إن اللّه يقول لك : إنا سنرضيك في أمتك ولا نسوءك{[16145]} ] . وقال علي رضي اللّه عنه لأهل العراق : إنكم تقولون إن أرجى آية في كتاب اللّه تعالى : " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله{[16146]} " [ الزمر : 53 ] قالوا : إنا نقول ذلك . قال : ولكنا أهل البيت نقول : إن أرجى آية في كتاب اللّه قوله تعالى : " ولسوف يعطيك ربك فترضى " . وفي الحديث : لما نزلت هذه الآية قال النبي صلى اللّه عليه وسلم : [ إذاً واللّه لا أرضى وواحد من أمتي في النار ] .


[16143]:آية 36 سورة إبراهيم.
[16144]:آية 118 سورة المائدة.
[16145]:رواية الحديث كما ورد في صحيح مسلم: كتاب الإيمان: "أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم "رب إنهن أضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فإنه مني" الآية، وقول عيسى عليه السلام "إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم" فرفع يديه وقال: "اللهم أمتي أمتي"، وبكى، فقال الله عز وجل: "يا جبريل اذهب إلى محمد وربك أعلم، فسله ما يبكيك" فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام، فسأله، فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال وهو أعلم، فقال الله: "يا جبريل اذهب إلى محمد فقل: إنا سنرضيك في أمتك و لا نسوءك".
[16146]:آية 53 صورة الزمر.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

ولما ذكر حاله في الدنيا بأنه لا يزال يواصله بالوحي والكرامة ، ومنه ما هو مفتوح على أمته من بعده روي عن أنس رضي الله عنه أنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " أريت ما هو مفتوح على أمتي من بعدي كَفراً كَفراً فسرني ذلك " فلما كان ذلك وكان ذكره على وجه شمل الدارين صرح بالآخرة التي هي أعلى وأجل ، ولأدنى من يدخلها فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ، فكيف بما له صلى الله عليه وسلم ، فقال مؤكداً لذلك كما أكد الأول بالقسم بما لهم فيه من الإنكار : { وللآخرة } أي التي هي المقصود من الوجود بالذات لأنها باقية خالصة عن شوائب الكدر أو الحالة المتأخرة لك ليفهم منه أنه لا يزال في ترق من عليّ إلى أعلى منه وكامل إلى أكمل منه دائماً أبداً لا إلى نهاية { خير } وقيد بقوله : { لك } لأنه ليس كل أحد كذلك { من الأولى * } أي الدنيا الفانية التي لا سرور فيها خالص كما أن النهار الذي هو بعد الليل خير منه وأشرف ولا سيما الضحى منه ، وقد أفهم ذلك أن الناس على أربعة أقسام : منهم من له الخير في الدارين وهم أهل الطاعة الأغنياء ، ومنهم من له الشر فيهما وهم الكفرة الفقراء ، ومنهم من له صورة خير في الدنيا وشر الآخرة وهم الكفرة الأغنياء ، ومنهم من له صورة شر في الدنيا وخير في الآخرة وهم المؤمنون الفقراء ، قد قال :

الناس في الدنيا على أربع *** والنفس في فكرتهم حائره

فواحد دنياه مقبوضة *** إن له من بعدها آخره

وواحد دنياه مبسوطة *** ليس له من بعدها آخره

وواحد قد حاز حظيهما *** سعيد في الدنيا وفي الآخره

وواحد يسقط من بينهم *** فذلك لا دنيا ولا آخره

 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَلَلۡأٓخِرَةُ خَيۡرٞ لَّكَ مِنَ ٱلۡأُولَىٰ} (4)

قوله : { وللآخرة خير لك من الأولى } يعني ما أعد الله لك يا محمد من المقام المحمود والخير الممدود والجزاء الموعود ، خير لك مما حوته هذه الدنيا من زينة ومتاع فإن ذلك كله زائل ، والدار الآخرة لهي دار القرار ونعيمها دائم لا ينقطع . ومن أجل ذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم أزهد الناس في الدنيا وأعظمهم لها مجافاة ولما خيّر النبي عليه الصلاة والسلام بين الخلود في الدنيا فلا يموت فيها . وبين صيرورته إلى الله عز وجل ، اختار ما عند الله على هذه الدنيا . وروى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال : اضطجع رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير فأثّر في جنبه فلما استيقظ جعلت أمسح جنبه . وقلت يا رسول الله : ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما لي وللدنيا . إنما مثلي ومثل الدنيا كراكب ظل تحت شجرة ثم راح وتركها " .