أي كبيرا عظيما . يقال : كبير وكبار وكبار ، مثل عجيب وعجاب وعجاب بمعنى ، ومثله طويل وطوال وطوال . يقال : رجل حسن وحسان ، وجميل وجمال ، وقراء للقارئ ، ووضاء للوضيء . وأنشد ابن السكيت :
بيضاءُ تصطاد القلوب{[15394]} وتَسْتَبِي *** بالحسن قلب المُسْلِمِ القُرّاء
والمرء يُلْحِقُهُ بفتيان النَّدَى *** خُلُقُ الكريم وليسَ بالوُضَّاءِ
وقال المبرد : " كبارا " ( بالتشديد ) للمبالغة . وقرأ ابن محيصن وحميد ومجاهد " كبارا " بالتخفيف . واختلف في مكرهم ما هو ؟ فقيل : تحريشهم سفلتهم على قتل نوح . وقيل : هو تعزيرهم الناس بما أوتوا من الدنيا والولد ، حتى قالت الضعفة : لولا أنهم على الحق لما أوتوا هذه النعم . وقال الكلبي : هو ما جعلوه لله من الصاحبة والولد . وقيل : مكرهم كفرهم . وقال مقاتل : هو قول كبرائهم لأتباعهم : " لا تذرن ألهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا " .
ولما كانت كثرة الرؤساء قوة أخرى إلى قوتهم بمتاع الدنيا ، وكان التقدير : فأمرتهم بالإيمان فأبوا وأمروهم{[68779]} بالكفر فانقادوا لهم{[68780]} ، عطف عليه{[68781]} مبيناً لكثرتهم بضمير الجمع العائد على " من " عاطفاً على{[68782]} " لم يزده " المفردة الضمير للفظ جامعاً له للمعنى لتجمع العبارة الحكم على المفرد والجمع ، فيكون أدل شيء على المراد منها فقال : { ومكروا } أي هؤلاء الرؤساء في تنفير الناس عني{[68783]} - وأكد الفعل بالمصدر دلالة على قوته{[68784]} فقال : { مكراً } وزاده تأكيداً بصيغة هي النهاية في المبالغة فقال : { كباراً * } فإنه أبلغ من كبار المخفف الأبلغ من كبير ، فلم يدعوا أحداً منهم بذلك المكر{[68785]} يتبعني
قوله : { ومكروا مكرا كبارا } والمراد بهم الرؤساء والكبراء من المشركين المتبوعين فقد مكروا ينوح عليه السلام ، إذ كادوا له كيدا وآذوه أشد الإيذاء وصدوا عن دينه صدودا . وكان مكرهم به { كبّارا } أي عظيما ، وهو أكبر من الكبير . وهو بناء مبالغة فهو أبلغ من كبار ، بالضم والتخفيف{[4645]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.