في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (58)

وفي ظل هذا المشهد العنيف العميق المؤثر بجانبيه تختم السورة بالتذكير بنعمة الرسالة والتخويف من عاقبة التكذيب :

( فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون . فارتقب إنهم مرتقبون ) . .

وهو ختام يلخص جو السورة وظلها . ويتناسق مع بدئها وخط سيرها . فقد بدأت بذكر الكتاب وتنزيله للإنذار والتذكير ، وورد في سياقها ما ينتظر المكذبين . ( يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون ) . . فجاء هذا الختام يذكرهم بنعمة الله في تيسير هذا القرآن على لسان الرسول العربي الذي يفهمونه ويدركون معانيه .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (58)

ثم بين الله تعالى أنه أنزل هذا القرآن الكريم باللغة العربية ويسّره بها لعلّ العربَ ينتفعون به وبتعاليمه ، وينشرونه في العالم . وبهذا يجيء ختام السورة كما بدئتْ ، بذِكر القرآن .

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (58)

{ فإنما يسرناه } سهلنا القرآن { بلسانك لعلهم يتذكرون } يتعظون

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (58)

ولما قدم سبحانه في هذه السورة ما للقرآن{[57773]} من البركة بما اشتمل عليه من البشارة والندارة والجمع والفرق ، وذكرهم بما يقرون به من أنه مبدع هذا الكون مما يستلزم إقرارهم بتوحيده المستلزم ؛ لأنه يفعل ما يشاء من إرسال وإنزال وتنبيه وبعث وغير ذلك ، وهددهم بما لا يقدر عليه غيره من الدخان والبطشة ، وفعل بعض ذلك ، وذكرهم بما يعرفون من أخبار من مضى من قروم القرون وأنهم مع ذلك كله{[57774]} أنكروا البعث ، ثم ذكر ما يقتضي {[57775]}التحذير والتبشير{[57776]} - كل ذلك في أساليب فاتت كل المدى ، فأعجزت جميع القوى ، مع ما لها من المعاني الباهرة ، والبدائع الزاهرة القاهرة ، سبب عن قوله فذلكة للسورة{[57777]} : { فإنما يسرناه } أي جعلنا{[57778]} له يسراً عظيماً وسهولة كبيرة .

ولما كان الإنسان كلما زادت فصاحته وعظمت بلاغته ، كان كلامه أبين وقوله أعذب وأرصن وأرشق وأمتن ، وكان صلى الله عليه وسلم أفصح الناس وأبعدهم لذلك من التكلف ، أضافه إليه فقط فقال : { بلسانك } أي هذا{[57779]} العربي المبين وهم عرب تعجبهم{[57780]} الفصاحة { لعلهم يتذكرون * } أي ليكونوا عند من يراهم وهو عارف بلسانهم ممن شأنه كشأنهم على {[57781]}رجاء من أن يتذكروا{[57782]} أن هذا{[57783]} القرآن شاهد{[57784]} بإعجازه بصحة {[57785]}ما فيه{[57786]} من التوحيد والرسالة وغيرهما مما سبق إليك وجلى عليك وإلا لقدروا هم-{[57787]} وهم أفصح الناس على معارضة شيء منه فيتذكروا ما غفلوا عنه من أنه عزيز بإهلاكه الجبابرة ، وأنه حكيم بنصبه الآيات لأنبيائه وتأييدهم بالمعجزات ، ومن أن الكبير منهم لا يرضى أن يطعن أحد في كبريائه ولا أن يترك من له عليه حكم وهو تحت قهره أن يبغي بعضهم على بعض ثم لا ينصر المظلوم منهم على ظالمه ويأخذ بيده حتى لا يستوي المحسن بالمسيء ، فإذا تذكروا ذلك مع ما يعرفون من قدرة الملك وكبريائه وحكمته علموا قطعاً أنه لا بد من البعث للتمييز بين أهل الصلاح والفساد ، والفصل بين جميع العباد .


[57773]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: للقرن.
[57774]:زيد في الأصل: آمنون، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[57775]:من مد، وفي الأصل و ظ و م: التخدر والتبشير.
[57776]:من مد، وفي الأصل و ظ وم: التخدر والتبشير.
[57777]:من ظ و م ومد، وفي الأصل: السورة.
[57778]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: جعلناه.
[57779]:زيد في الأصل: القرآن، ولم تكن الزيادة في ظ و م ومد فحذفناها.
[57780]:من م ومد، وفي الأصل: يعجبه.
[57781]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[57782]:سقط ما بين الرقمين من مد.
[57783]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: لهذا.
[57784]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: شاهدا.
[57785]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: منافية.
[57786]:من م ومد، وفي الأصل و ظ: منافية.
[57787]:زيد من مد.من م ومد، وفي الأصل و ظ: لأنبيائهم.من مد، وفي الأصل و ظ و م: هذامن ظ و م ومد، وفي الأصل: من ظلمه.من مد، وفي الأصل و ظ و م: التمييز.زيد في الأصل و ظ: وجلدا، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.زيد في الأصل و ظ: الإثبات، ولم تكن الزيادة في م ومد فحذفناها.