تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{فَإِنَّمَا يَسَّرۡنَٰهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمۡ يَتَذَكَّرُونَ} (58)

43

التفسير :

58 ، 59- { فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون * فارتقب إنهم مرتقبون } .

لقد يسرنا القرآن للذكر ، وأنزلناه بلسانك يا محمد باللغة العربية .

قال تعالى : { وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم . . . } ( إبراهيم : 4 ) .

ومن أسباب التقارب أن يكون الرسول بشرا مثل البشر ، وأن يتكلم بلغة قومه ولسانهم ، ليكون خبيرا بلغتهم وأفكارهم ؛ فيحاورهم ويناقشهم ، ويأخذوا عنه ويستفهموا منه ، والقلوب النظيفة هي التي تستجيب للهدى ، ودواعي الإيمان .

ومعنى الآية :

إنما أنزلنا القرآن عربيا مبينا على نبي عربي ، صاحب لسان عربي ، ولأمة عربية علّها أن تتفهم المراد ، وتعي دورها ومسئوليتها في فهم الذكر والتخلق بأخلاق القرآن وهديه .

قال تعالى : { وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم . . . } ( النحل : 44 ) .

فالرسول صلى الله عليه وسلم مهبط الوحي ، واختيار السماء ، وخاتم الرسل ، وبه خاطبت السماء الأرض ، ومن خلاله نزل وحي الله وكتابه الكريم ليكون خاتم الكتب ، ينزل على خاتم الرسل ، لعل قومه يتذكرون معاني الألوهية والتوحيد ، وشرف الإيمان بالوحي والاهتداء به وحمله إلى الناس .

قال تعالى : { وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون } . ( الزخرف : 44 ) .