نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{رَّبَّنَا ٱكۡشِفۡ عَنَّا ٱلۡعَذَابَ إِنَّا مُؤۡمِنُونَ} (12)

ولما كان كأنه قيل : فما قالوا حين تحققوا ذلك ؟ قيل{[57353]} : قالوا{[57354]} وقد انحلت عرى تلك العزائم ، ووهت تلك القوى من كل [ عازم-{[57355]} ] ، وسفلت{[57356]} بعد العلو تلك الشوامخ من الهمم{[57357]} مدعين أنهم لغاية الإذعان من أهل القرب والرضوان : { ربنا } أي أيها المبدع لنا والمحسن إلينا { اكشف عنا العذاب } ثم عللوا{[57358]} ذلك بما علموا أنه الموجب كشفه ، فقالوا مؤكدين لما لحالهم من المنافاة لخبرهم : { إنا مؤمنون * } أي عريقون في وصف الإيمان واصلون إلى رتبة الإيقان ، وهذا يصح أن يراد به بعد طلوع الشمس من مغربها ، روى الشيخان{[57359]} عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون ، وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها " ثم قرأ الآية ، وإن [ كان-{[57360]} ] المراد بالعذاب ما حصل {[57361]}من القحط{[57362]} كان هذا الإيمان على سبيل الوعد .


[57353]:من مد، وفي الأصل: قال.
[57354]:العبارة من "حين تحققوا" إلى هنا ساقطة من ظ.
[57355]:زيد من مد.
[57356]:من مد، وفي الأصل و ظ: شغلت.
[57357]:من مد، وفي الأصل و ظ: الهم.
[57358]:من مد، وفي الأصل و ظ: علل.
[57359]:راجع صحيح البخاري تفسير سورة الأنعام وصحيح مسلم-أبواب الإيمان.
[57360]:زيد من ظ ومد
[57361]:من مد، وفي الأصل و ظ: بالقحط.
[57362]:من مد، وفي الأصل و ظ: بالقحط.