السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{رَّبَّنَا ٱكۡشِفۡ عَنَّا ٱلۡعَذَابَ إِنَّا مُؤۡمِنُونَ} (12)

واحتج الأولون بأنه تعالى حكى عنهم أنهم يقولون : { ربنا اكشف عنا العذاب } ثم عللوا بما علموا أنه الموجب للكشف فقالوا مؤكدين { إنا مؤمنون } أي : عريقون في وصف الإيمان فإذا حمل على القحط الذي وقع بمكة استقام ، فإنه نقل أن الأمر لما اشتد على أهل مكة مشى إليه أبو سفيان فناشده الله والرحم وواعده إن دعا لهم وأزال عنهم تلك البلية أن يؤمنوا به ، فلما أزالها الله عنهم رجعوا إلى شركهم ، أما إذا حمل على أن المراد منه : ظهور علامة من علامات القيامة لم يصح ذلك لأن عند ظهور علامات القيامة لا يمكنهم أن يقولوا : { ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون } ولم يصح أيضاً أن يقال : { إنا كاشفو العذاب قليلاً إنكم عائدون } قال البقاعي : ويصح أن يراد به طلوع الشمس من مغربها ، روى الشيخان عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : «لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها فإذا طلعت ورآها الناس آمنوا أجمعون وذلك حين لا ينفع نفساً إيمانها » ثم قرأ الآية .