ثم ذكر شرابهم فقال : { ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا } أي : على أثر هذا الطعام { لَشَوْبًا مِنْ حَمِيمٍ } أي : ماء حارا ، قد انتهى ، كما قال تعالى : { وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا } وكما قال تعالى : { وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ }
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{ثم إن لهم عليها لشوبا} يعني لمزاجا.
{من حميم} يشربون على إثر الزقوم الحميم الحار الذي قد انتهى حره.
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره:"ثُمّ إنّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْبا مِنْ حَمِيمٍ": ثم إن لهؤلاء المشركين على ما يأكلون من هذه الشجرة شجرة الزقوم شَوْبا، وهو الخَلْط، من قول العرب: شاب فلان طعامه فهو يشوبه شَوْبا وشيابا،
"مِنْ حَمِيمٍ" والحميم: الماء المحموم، وهو الذي أُسخْن فانتهى حرّه... عن ابن عباس، قوله: "ثُمّ إنّ لَهُمْ عَلَيْها لَشَوْبا مِنْ حَمِيمٍ". يقول: لَمَزْجا...
النكت و العيون للماوردي 450 هـ :
... فيمزج لهم الزقوم بالحميم ليجمع لهم بين مرارة الزقوم وحرارة الحميم، تغليظاً لعذابهم وتشديداً لبلائهم.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
الحميم إذا شاب الزقوم اجتمعت المكاره فيه من المرارة والخشونة ونتن الرائحة، والحرارة المحرقة -نعوذ بالله منها -.
الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :
فإن قلت: ما معنى حرف التراخي في قوله: {ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً} وفي قوله: {ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ}؟ قلت: في الأوّل وجهان، أحدهما: أنهم يملأون البطون من شجرة الزقوم، وهو حارّ يحرق بطونهم ويعطشهم، فلا يسقون إلا بعد ما ملئ تعذيباً بذلك العطش، ثم يسقون ما هو أحرّ وهو الشراب المشوب بالحميم.
والثاني: أنه ذكر الطعام بتلك الكراهة والبشاعة، ثم ذكر الشراب بما هو أكره وأبشع، فجاء بثم للدلالة على تراخي حال الشراب عن حال الطعام ومباينة صفته لصفته في الزيادة عليه. ومعنى الثاني: أنهم يذهب بهم عن مقارّهم ومنازلهم في الجحيم، وهي الدركات التي أسكنوها إلى شجرة الزقوم، فيأكلون إلى أن يتملأوا، ويسقون بعد ذلك، ثم يرجعون إلى دركاتهم، ومعنى التر اخي في ذلك بين.
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
لما أحرق أكبادهم من شديد الجوع زيادة في العذاب، ولما جرت العادة بأن الآكل المتنعم يتفكه بعد أكله بما يبرد غلة كبده، قال مشيراً إلى تناهي شناعة متفكههم، وطويل تلهبهم من عطشهم، بأداة التراخي وآلة التأكيد؛ لما لهم في ذلك من عظيم الإنكار.
{من حميم}... كأنه مجمع من مياه من عصارات شتى من قيح وصديد ونحوهما -نسأل الله العافية...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
ومن البديهي، فإنّ من يتناول هذا الطعام السيء الطعم والمرّ، يصيبه العطش، ولكن حينما يشعر بالعطش ماذا يشرب؟ القرآن يجيب على هذا السؤال بالقول: (ثمّ إنّ لهم عليها لشوباً من حميم).
«الشوب» هو الشيء المخلوط أو الممزوج مع شيء آخر. و (حميم) هو الماء الحار البالغ في حرارته، وطبقاً لذلك فإنّ حتّى الماء الحار الذي يشربه اُولئك الظالمون غير نقي، بل ملوّث.
" ثم إن لهم عليها " أي بعد الأكل من الشجرة " لشوبا من حميم " الشوب الخلط ، والشب والشوب لغتان كالفَقر والفُقر والفتح أشهر . قال الفراء : شاب طعامه وشرابه إذا خلطهما بشيء يشوبهما شوبا وشيابة . فأخبر أنه يشاب لهم . والحميم : الماء الحار ليكون أشنع . قال الله تعالى : " وسقوا ماء حميما فقطع أمعاءهم " [ محمد : 15 ] . السدي : يشاب لهم الحميم بغساق أعينهم وصديد من قيحهم ودمائهم . وقيل : يمزج لهم الزقوم بالحميم ليجمع لهم بين مرارة الزقوم وحرارة الحميم ؛ تغليظا لعذابهم وتجديدا لبلائهم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.