تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
ثم أخبر بمستقرهم في الآخرة، فقال: {يوم يسحبون في النار على وجوههم} بعد العرض تسحبهم الملائكة، وتقول الخزنة: {ذوقوا مس سقر} يعني عذاب سقر...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
وقوله:"يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النّارِ على وُجُوهِهِمْ "يقول تعالى ذكره: يوم يُسحب هؤلاء المجرمون في النار على وجوههم...
وقوله: "ذُوقُوا مَسّ سَقَرَ" يقول تعالى ذكره: يوم يُسحبون في النار على وجوههم، يقال لهم: ذوقوا مَسّ سقَر، وترك ذكر «يقال لهم» استغناء بدلالة الكلام عليه من ذكره.
فإن قال قائل: كيف يُذاق مسّ سقر، أوَله طعم فيُذاق؟ فإن ذلك مختلف فيه، فقال بعضهم: قيل ذلك كذلك على مجاز الكلام، كما يقال: كيف وجدت طعم الضرب وهو مجاز؟ وقال آخر: ذلك كما يقال: وجدتُ مسّ الحمى، يُراد به أوّل ما نالني منها، وكذلك وجدت طعم عفوك. وأما سَقَرُ فإنها اسم باب من أبواب جهنم.
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
سَحْبُهم على الوجوهِ أمارةٌ لإذْلالهم، ولو كان ذلك مرةً واحدةً لكانت عظيمة -فكيف وهو التأبيد والتخليد؟!
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
والمعنى: يقال لهم على جهة التوبيخ.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
والسحْبُ: الجَرّ، وهو في النار أشد من ملازمة المكان لأنه به يتجدد مماسة نار أخرى فهو أشد تعذيباً. وجُعل السحْب على الوجوه إهانة لهم.
" يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر " في صحيح مسلم عن أبي هريرة قال : جاء مشركو قريش يخاصمون رسول الله صلى الله عليه وسلم في القدر فنزلت : " يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر . إنا كل شيء خلقناه بقدر " خرجه الترمذي أيضا وقال : حديث حسن صحيح . وروى مسلم عن طاوس قال : أدركت ناسا من أصحاب رسول الله يقولون : كل شيء بقدر . قال : وسمعت عبدالله بن عمر يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( كل شيء بقدر حتى العجز والكَيس - أو الكيس والعجز ) وهذا إبطال لمذهب القدرية . " ذوقوا " أي يقال لهم ذوقوا ، ومسها ما يجدون من الألم عند الوقوع فيها . و " سقر " اسم من أسماء جهنم لا ينصرف ؛ لأنه اسم مؤنث معرفة ، وكذا لظى وجهنم . وقال عطاء : " سقر " الطبق السادس من جهنم . وقال قطرب : " سقر " من سقرته الشمس وصقرته لوحته . ويوم مُسَمْقِرٌ ومُصَمْقِرٌ : شديد الحر .
قوله : { يوم يسبحون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر } أي يسحب هؤلاء المجرمون إلى النار على وجوههم . وفي ذلك من فظاعة التنكيل ما يروع القلوب ترويعا . وهو تنكيل شديد تكشف عنه كلمات القرآن النفاذة بظلالها الموحية وأجراسها العجاب . يتراءى ذلك للخيال من خلال التعبير بسحب المجرمين في النار على وجوههم ، ثم يقال لهم عقب ذلك ، زيادة في التنكيل والتعذيب : { ذوقوا مس سقر } وفي الأمر بذوق المس لسقر ما يثير النفور والانقباض والصدمة . وسقر ، اسم من أسماء النار .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.