الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{يَوۡمَ يُسۡحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمۡ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ} (48)

{ يوم يسحبون في النار على وجوههم ذوقوا مس سقر إنا كل شيء خلقناه بقدر } [ 48 -49 ]/ .

روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه : " قال : هم القدرية الذين يقولون الخير والشر بأيدينا ليس لهم في شفاعتي نصيب ولا أنا منهم ولا هم مني " {[66228]} .

وقيل القول هنا محذوف . والمعنى يقال لهم : ذوقوا مس سقر . ومعنى يسحبون : أي : يجرون إلى النار . وفي قراءة ابن مسعود " إلى النار " على التفسير{[66229]} ، " سقى " اسم من أسماء أبواب جهنم أعاذنا الله منها{[66230]} .

وروى ابن جبير عن ابن عباس أنه قال : لوددت أن عندي رجلا{[66231]} من أهل القدر فوجأت رأسه ، قال : ولم ذلك لأن الله عز وجل خلق لوحا محفوظا من درة بيضاء{[66232]} ، دفتاه ياقوتة حمراء وقلمه{[66233]} ذهب وكتابه نور ، وعرضه ما بين السماء والأرض ينظر الله فيه كل يوم ستين وثلاث مائة نظرة يخلق في كل نظرة ، ويحيى ويميت ويقدر ويدبر ، ويفعل ما يشاء{[66234]} .

وقوله { ذوقوا مس سقر } هو على المجاز ، كما يقال وجدت مس الحمى ، وذاق طعم الموت{[66235]} .


[66228]:أخرجه الترمذي عن ابن عباس بلفظ مغاير "صنفان من أمتي ليس لهما في الإسلام نصيب المرجئة والقدرية" وهو حديث حسن غريب 3/308 (رقم 2239). وانظر: تحفة الأشراف 5/169 مسند ابن عباس (رقم 6222) وذكره القرطبي في تفسيره 17/148، والألوسي في روح المعاني 27/94.
[66229]:انظر: معاني الفراء 3/10، وجامع البيان 27/64.
[66230]:انظر: جامع البيان 27/65.
[66231]:ع: "رجل".
[66232]:ع: "البيضاء".
[66233]:ع: "قلمه".
[66234]:ع: "ويفعل ما يشاء لا إله إلا هو".
[66235]:انظر: هذا التوجيه في معاني الأخفش 2/700.