( قل : لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون ) . .
وكل ميعاد يجيء في أجله الذي قدره الله له . لا يستأخر لرغبة أحد ، ولا يستقدم لرجاء أحد . وليس شيء من هذا عبثاً ولا مصادفة . فكل شيء مخلوق بقدر . وكل أمر متصل بالآخر . وقدر الله يرتب الأحداث والمواعيد والآجال وفق حكمته المستورة التي لا يدركها أحد من عباده إلا بقدر ما يكشف الله له .
والاستعجال بالوعد والوعيد دليل على عدم إدراك هذه الحقيقة الكلية . ومن ثم فإن أكثر الناس لا يعلمون . وعدم العلم يقودهم إلى السؤال والاستعجال .
" قل " أي قل لهم يا محمد " لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون " فلا يغرنكم تأخيره . والميعاد الميقات . ويعني بهذا الميعاد وقت البعث وقيل وقت حضور الموت ، أي لكم قبل يوم القيامة وقت معين تموتون فيه فتعلمون حقيقة قولي . وقيل : أراد بهذا اليوم يوم بدر ؛ لأن ذلك اليوم كان ميعاد عذابهم في الدنيا في حكم الله تعالى . وأجاز النحويون " ميعاد يوم " على أن " ميعاد " ابتداء و " يوم " بدل منه ، والخبر " لكم " . وأجازوا " ميعاد يوما " يكون ظرفا ، وتكون الهاء في " عنه " ترجع إلى " يوم " ولا يصح " ميعاد يوم لا تستأخرون " بغير تنوين ، وإضافة " يوم " إلى ما بعده إذا قدرت الهاء عائدة على اليوم ؛ لأن ذلك يكون من إضافة الشيء إلى نفسه من أجل الهاء التي في الجملة . ويجوز ذلك على أن تكون الهاء للميعاد لا لليوم .
ولما تبين من سؤالهم أنه لم يكن للاسترشاد وإن هم بالغوا به في التكذيب والاستهزاء بعد الإبلاغ في إقامة الأدلة ، أمره بأن يجيبهم بما يصلح للمعاند من صادع التهديد بقوله : { قل لكم } أي{[56910]} أيها الجامدون الأجلاف الذين لا يجوزون الممكنات ، ولا يتدبرون ما{[56911]} أوضحها من الدلالات ، مع ضعفهم عن الدفاع ، والمغالبة والامتناع { ميعاد يوم } أي لا تحتمل{[56912]} العقول وصف عظمه لما يأتي فيه من العقاب سواء كان يوم{[56913]} الموت أو البعث . ولما كان تعلق النفوس بالمهلة عظيماً ، قال : { لا تستأخرون } أي لا يوجد تأخركم ولا يمكن أن يطلب لحثيث الطلب وتعذر الهرب{[56914]} { عنه ساعة } لأن الآتي به عظيم القدرة محيط العلم ، ولذلك قال : { ولا تستقدمون } أي لا يوجد تقدمكم لحظة فما دونها ولا تتمكنون من طلب ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.