قوله : «لكم ميعاد » مبتدأ وخبر . والميعاد يجوز فيه أوجه :
أحدها : أنه مصدر مضاف لظرفه{[44644]} والميعاد يطلق على الوعد والوعيد . وقد تقدم أن الوعد في الخير ، والوعيد في الشر غالباً .
الثاني : اسم أقيم{[44645]} مقام المَصْدَرِ والظَاهر الأول ، قال أبو عبيدة : الوَعْدُ والوَعِيدُ والميعاد بمعنى{[44646]} .
الثالث : أنه هنا ظرف زمان{[44647]} . ( قال الزمخشري : الميعاد ظرف الوعد من مكان أو زمان وهو{[44648]} هنا ظرف زمان ) ، والدليل عليه ( قراءة ){[44649]} من قرأ : مِيعَادٌ يَوْمٌ يعني برفعهما منونين فأبدل منه «الْيَوْمَ »{[44650]} وأما الإضافة فإضافة تبيين لقولك : سَحْقُ ثَوْبٍ ، وبعيرُ سَانِيَةٍ{[44651]} ، قال أبو حيان : ولا يتعين ما قال لاحتمال أن يكون التقدير : لكم ميعاد ميعاد يوم ، فلما حذف المضاف أعرب المضاف إليه بإعرابه{[44652]} ، قال شهاب الدين والزمخشري لو فعل مثل ذلك لسمع به{[44653]} ، وجوَّز الزمخشري في الرفع وجهاً آخر وهو الرفع على التعظيم يعني على إضمار مبتدأ وهو الذي يسمى القطع{[44654]} ، وسيأتي هذا قريباً ، وقرأ ابنُ أبي عَبْلَةَ واليَزيديّ مِيعَادٌ يوْماً بتنوين الأول ونصب «يوماً »{[44655]} منوناً وفيه وجهان :
أحدهما : أنه منصوب على الظرف والعامل فيه مضاف مقدر تقديره : لكم إنجازُ وَعْدٍ في يوم صِفَتُهُ كَيْتَ وكَيْتَ .
الثاني : أن ينتصب بإضمار فعل . قال الزمخشري : وأما نصب «اليوم » فعلى التعظيم بإضمار فعل تقديره أعني يوْماً ، ويجوز أن يكون الرفع على هذا أعني التعظيم{[44656]} . وقرأ عِيسَى{[44657]} بتنوين الأول ونصب «يَوْم » مضافاً للجُمْلة بعده{[44658]} . وفيه الوجهان المتقدمان النَّصْب على التعظيم أو الظَّرف .
قوله : { لاَ تَسْتَأخِرُونَ عَنْهُ } يجوز في هذه الجملة أن تكون صفة «لِميعَادٍ » إن عاد الضمير في «عنه » عليه أو «لِيَوْم » إن عاد الضمير في «عنه » عليه فيجوز أن يحكم على موضعها بالرفع أو الجر وأما على قراءة عيسى فينبغي أن يعود الضمير في «عنه » على «ميعاد » لأنه نَصُّوا على أنّ الظَّرْفَ إذا أضيفَ إلى جملة لم يَعُدْ منها إليه ضمير{[44659]} إلاَّ في ضرورة كقوله :
4138- مَضَتْ سَنَةٌ لِعَامٍ وُلِدْتُ فِيهِ . . . وَعَشْرٌ بَعْدَ ذَاكَ وَحِجَّتَانِ{[44660]}
تقدم الكلام في سورة الأعراف أن قوله : { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ } [ الأعراف : 34 ] يوجب الإنذار لأن معناه عدم المهلة عن الأجَل ولكن الاستقدام ما وجهه ؟ وقد تقدم ، ونذكر ههنا أنهم لما طلبوا الاستعجال بين أنه اسْتِعْجَالَ فيه كما أنه لا إمهال وهذا يفيد عظَم الأمر ، وخَطَر الخطب ، لأن الأمر الحقير إذا طلبه طالب من غيره لا يؤخره ولا يُوقفه على وقت بخلاف الأمر الخطير{[44661]} والمراد باليوم يوم القيامة وقال الضحاك : يوم الموت لا يتأخرون{[44662]} عنه ولا يتقدمون بأن يزاد في أجلكم أو ينقص .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.