{ ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين 29 قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون 30 }
ويقول المنكرون للبعث- يستهزئون- في أي وقت يحين الجمع والفصل الذي أخبرتمونا عنه أيها المؤمنون إن كنتم حدثتمونا عنه صادقين في إخباركم ؟ وهكذا كانوا يستبعدون مجيء القيامة ، بل يتعنتون في طلب الدليل على صدق مجيئها حتى قالوا : )فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين( {[3761]} )لقد وعدنا هذا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين( {[3762]} )أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون . هيهات هيهات لما توعدون . إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين( {[3763]} ، فأعلم الله تعالى نبيه والمؤمنين وثبتهم بالقول الثابت ، وأمرهم أن يبطلوا إنكار الجاحدين ، واستهزاء الساخرين ، وأن يقولوا لهؤلاء الضالين : لكم ميعاد قضاه الله الحق ، وهو آت لا ريب فيه ، فإذا جاء أجل هذا اليوم فلن يتفلت منه أحد ، ولن يملك له أحد تأخيرا ، كما أن أحدا لا يأتيكم به قبل موعده ، [ سألوا عن وقت إرساء الساعة وأجيبوا عن أحوالهم فيها ، فكأنه قيل : دعوا السؤال عن وقت إرسالها فإن كينونته لابد منه ، بل سلوا عن أحوال أنفسكم حيث تكونون مبهوتين متحيرين فيها من هول ما تشاهدون ، فهذا أليق بحالكم . . ]{[3764]} .
ولا يغرنكم تأخيره ، فقد جاءكم نذيره : )وما نؤخره إلا لأجل معدود . يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد ){[3765]} .
{ وقال الذين كفروا لن نؤمن بهذا القرآن ولا بالذي بين يديه }
{ بالذي بين يديه } بما سبقه من كتاب أو رسول ، أو بما وعد بمجيئه بعد من الآخر .
عشرات الآيات المباركات في هذه السورة الكريمة تمت بها الحجة على الذين قالوا : لا تأتينا الساعة ، وعلى المرتابين في صدق البشير النذير صلى الله عليه وسلم ، فلما انقطعت حجتهم ، وغلبتهم شقوتهم ، أغلقوا قلوبهم وعقولهم وأسماعهم من دون هذا الكتاب العزيز ، بل وبما أرسل الله من قبل من رسول ، وما أنزل من كتاب ، كالذين قالوا حين سمعوا الحق المبين ، الموحى به إلى خاتم النبيين : ) . . لولا أوتي مثل ما أوتي موسى أو لم يكفروا بما أوتي موسى من قبل قالوا سحران تظاهرا وقالوا إنا بكل كافرون( {[3766]}وفي هذه الآية نفوا على التأبيد أن يصدقوا بهذا القرآن أو بما سبقه ، وهكذا كفروا بالله تعالى وبلقائه وبكتبه ورسله .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.