تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ} (30)

الآية 30 حين{[17027]} قال : { قل لكم ميعاد يوم } أي لكم ميعاد الذي وعدكم محمد أنه كائن ، لا محالة ، وهو يوم : { لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون } وهكذا الواجب على كل مسؤول ، إذا كان سائله يسأله سؤال استهزاء أن يجيبه جواب ما يجاب المسترشد لا ما يجاب المستهزئ ، ولا يدع علمه وحكمته لسَفه السفيه ولا لهُزء الهازئ ، ولكنه يحفظ حكمته وعلمه وعقله ، ولا يشتغل بجواب مثله ، وبالله العصمة .

وقوله تعالى : { لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون } إن كان على طلب التأخير وطلب التقديم ففيه تعيير وتوبيخ لهم ، كأنه يقول : ليس لكم من الخطر والقدر والمنزلة ما يؤخر لكم ما{[17028]} تستأخرون أو يقدم لكم ما تستقدمون .

وإن كان على تحقيق ترك التأخير وترك التقديم فكأنه{[17029]} يقول : ميعادكم يوم لا تملكون تأخيره إذا جاء ولا تقديمه عن وقته ولا دفعه ، والله أعلم .


[17027]:في الأصل وم: حيث.
[17028]:في الأصل وم: لا.
[17029]:الفاء ساقطة من الأصل وم.