السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ} (30)

{ قل لكم } أي : أيها الجاحدون الأجلاف الذين لا يجوزون الممكنات أو لا يتدبرون ما أوضحها من الدلالات { ميعاد يوم } أي : لا يحتمل القول وصف عظمه لما يأتي فيه لكم من العقاب سواء كان يوم الموت كما قاله الضحاك أو البعث كما قاله أكثر المفسرين { لا تستأخرون } أي : لا يوجب تأخركم { عنه ساعة } لأن الآتي به عظيم القدرة محيط العلم ولذلك قال : { ولا تستقدمون } أي : لا يوجد تقدمكم لحظة فما دونها ولا تتمكنون من طلب ذلك .

فإن قيل : كيف انطبق هذا جواباً عن سؤالهم ؟ أجيب : بأنهم ما سألوا عن ذلك وهم منكرون له إلا تعنتاً لا استرشاداً فجاء الجواب على طريق التهديد مطابقاً لمجيء السؤال على سبيل الإنكار والتعنت ، وأنهم مرصدون بيوم يفاجئهم فلا يستطيعون تأخراً عنه ولا تقدماً عليه .