جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{قُل لَّكُم مِّيعَادُ يَوۡمٖ لَّا تَسۡتَـٔۡخِرُونَ عَنۡهُ سَاعَةٗ وَلَا تَسۡتَقۡدِمُونَ} (30)

{ وما{[4159]} أرسلناك إلا كافة{[4160]} للناس } : إلا إرسالة عامة ، نحو : ما قمت إلا طويلا ، والأظهر ما اختاره ابن مالك من أنه حال عن المجرور ، ولا بأس بالتقديم لأن استعمال الفصحاء وارد عليه ، { بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ويقولون متى هذا الوعد } : القيامة أو المبشر به والمنذر عنه ، { إن كنتم صادقين قل لكم ميعاد يوم } ، الإضافة بيانية ، { لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون } ، إذا فاجأكم ، وهذا جواب إنكارهم القيامة لوحظ في الجواب المقصود من سؤالهم لا ما يعطيه{[4161]} ظاهر اللفظ .


[4159]:ولما تم دليل بطلان دينهم وأثبت لهم أنهم على الضلال المبين شرع في تحقيق هدايته فقال: {ما أرسلناك إلا كافة الناس} / 12 وجيز.
[4160]:هو من الكف لأنها إذا شملتهم فقد كفتهم عن أن يخرج عنها أحد منهم قال الزجاج: كافة حال كن الكاف، فعلى هذا التاء للمبالغة كتاء علامة، ورواية يعني: أرسلناك جامعا للناس في الإنذار، والإبلاغ / 12 منه.
[4161]:فإن ظاهر اللفظ أنهم سألوا عن وقت الساعة، وأجيبوا عن أحوالهم، ولكن ليس مقصودهم إلا إنكار الساعة، وأنها لا تأتى البتة، فالجواب مطابق للمقصود، وليس هذا من باب أسلوب الحكيم فلا تغفل / 12 منه.