( وجاء فرعون ومن قبله والمؤتكفات بالخاطئة . فعصوا رسول ربهم فأخذهم أخذة رابية . . )
وفرعون كان في مصر - وهو فرعون موسى - ومن قبله لا يذكر عنهم تفصيل . والمؤتفكات قرى لوط المدمرة التي اتبعت الإفك أو التي انقلبت ، فاللفظ يعني هذا وهذا . ويجمل السياق فعال هؤلاء جميعا ، فيقول عنهم انهم جاءوا( بالخاطئة )أي بالفعلة الخاطئة . . من الخطيئة . .
المؤتفكات : المنقلبات ، وهي قرى قوم لوط ، جعل الله عاليها سافلها بالزلزلة .
وجاء فرعون ومن قبله ، والمؤتفكات بالخاطئة .
وجاء فرعون موسى ، ومن قبله من الأمم التي كفرت بآيات الله ، كقوم نوح وعاد وثمود ، والقرى التي انقلبت بأهلها ، وصار عاليها سافلها ، بسبب الفعلة الخاطئة التي ارتكبتها هذه القرى ، وهي قرى قوم لوط التي اقتلعها جبريل ، ورفعها على جناحه قرب السماء ثم قبلها ، وكانت خمس قرى .
{ وجاء فرعون ومن قبله } قرأ أهل البصرة والكسائي بكسر القاف وفتح الباء ، أي ومن معه من جنوده وأتباعه ، وقرأ الآخرون بفتح القاف وسكون الباء ، أي ومن قبله من الأمم الكافرة ، { والمؤتفكات } يعني : أي : قرى قوم لوط ، يريد : أهل المؤتفكات . وقيل يريد الأمم الذين ائتفكوا بخطيئتهم . { بالخاطئة } أي بالخطيئة والمعصية وهي الشرك .
قوله تعالى : " وجاء فرعون ومن قبله " قرأ أبو عمرو والكسائي " ومن قبله " بكسر القاف وفتح الباء ، أي ومن معه وتبعه من جنوده . واختاره أبو عبيد وأبو حاتم اعتبارا بقراءة عبدالله وأبي " ومن معه " . وقرأ أبو موسى الأشعري " ومن تلقاءه " . الباقون " قبله " بفتح القاف وسكون الباء ، أي ومن تقدمه من القرون الخالية والأمم الماضية . " والمؤتفكات " أي أهل قرى لوط . وقراءة العامة بالألف . وقرأ الحسن والجحدري " والمؤتفكة " على التوحيد . قال قتادة : إنما سميت قرى قوم لوط " مؤتفكات " لأنها ائتفكت بهم ، أي انقلبت . وذكر الطبري عن محمد بن كعب القرظي قال : خمس قريات : صبعة وصعرة وعمرة ودوما وسدوم ، وهي القرية{[15299]} العظمى .
" بالخاطئة " أي بالفعلة الخاطئة وهي المعصية والكفر . وقال مجاهد : بالخطايا التي كانوا يفعلونها . وقال الجرجاني : أي بالخطأ العظيم ، فالخاطئة مصدر .
{ ومن قبله } يريد من تقدم قبله من الأمم الكافرة وأقربهم إليه قوم شعيب ، والظاهر أنهم المراد لأن عادا وثمود قد ذكرا وقوم لوط هم المؤتفكات وقوم نوح قد أشير إليهم في قوله : { لما طغى الماء حملناكم في الجارية } ، وقرئ بكسر القاف وفتح الباء ومعناه : جنده وأتباعه .
{ بالخاطئة } إما أن يكون مصدرا بمعنى الخطيئة أو صفة لمحذوف تقديره بالفعلة الخاطئة .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.