فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ} (9)

{ وجاء فرعون ومن قبله } قرأ الجمهور بفتح القاف وسكون الباء أي ومن تقدمه من القرون الماضية والأمم الخالية ، وقرئ بكسر القاف وفتح الباء أي ومن هو في جهته من أتباعه ، واختار أبو حاتم عبيد الثانية لقراءة ابن مسعود وأبيّ ومن معه ولقراءة أبي موسى ومن تلقاه .

{ والمؤتفكات } قرأ الجمهور بالجمع وقرئ بالأفراد ، واللام للجنس فهي في معنى الجمع هي قرى قوم لوط وكانت خمسا صنعة وصعرة وعمرة ودوما وسروم ، وهي القرية العظمى قاله القرطبي ، وقيل يريد الأمم الذين ائتفكوا ، والمعنى وجاءت المؤتفكات أي المنقلبات من ائتفك أي انقلب أي التي اقتلعها جبريل على جناحه ورفعها إلى أقرب السماء ثم قلبها أي أهلها .

{ بالخاطئة } أي بالفعلة الخاطئة أو الخطأ على أنها مصدر أو ذات الخطأ والمراد أنها جاءت بالشرك والمعاصي ، قال مجاهد بالخطايا وقال الجرجاني بالخطأ العظيم .