فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ} (9)

{ وجاء فرعون ومن قبله والمؤتفكات بالخاطئة ( 9 ) }

تسلية للنبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين ، بتذكيرهم بما كان من جحود الكثير من السابقين ، وبطشة الله القوي المتين ، وبأسه الذي لا يرد عن القوم المجرمين ، ولم يستأصل الله عادا وثمود دون غيرهما ، بل أهلك كذلك فرعون وجنده ، ودمّر أمما من الأولين المكذبين بيوم الدين ، فأغرق قوم نوح ببغيهم ، وقلب مدائن قوم لوط { المؤتفكات } بإسرافهم وفجورهم .

وما ظلمهم الله ، وإنما جازاهم بعتوهم وإنكارهم البعث والنشور : { ذلك جزيناهم بما كفروا وهل نجازي إلا الكفور }{[7602]} .

{ بالخاطئة } بالخطأ العظيم الذي اقترفوه ، إذ لا يجعل الفعل خاطئا إلا إذا كان صاحبه بليغ الخطأ ؛ والفعلة الخاطئة التي ارتكبوها : هي الفسوق والجحود والكفر .


[7602]:- سورة سبأ. الآية 17.