اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَجَآءَ فِرۡعَوۡنُ وَمَن قَبۡلَهُۥ وَٱلۡمُؤۡتَفِكَٰتُ بِٱلۡخَاطِئَةِ} (9)

قوله : { وَجَاءَ فِرْعَوْنُ وَمَن قَبْلَهُ } .

قرأ أبو عمرو{[57741]} والكسائيُّ : بكسر القاف ، وفتح الباء ، أي : ومن هو في جهته ، ويؤيده قراءةُ أبي موسى : «ومن تلقاه » .

وقرأ أبيٌّ{[57742]} وعبد الله : «ومنْ مَعَه » .

والباقون : بالفتحِ والسكونِ على أنه ظرف ، أي : ومن تقدمه .

والقراءة الأولى اختارها أبو عبيدة ، وأبو حاتم اعتباراً بقراءة أبيّ ، وعبد الله .

قوله : { والمؤتفكات بِالْخَاطِئَةِ } .

«المؤتفكات » : أهل قرى لوط .

وقراءة العامة : بالألف .

وقرأ الحسن{[57743]} والجحدريُّ : «والمُؤتَفكةُ » على التوحيد .

قال قتادةُ : إنما سُمِّيتْ قرى لوط «مُؤتفِكَات » لأنَّها ائتفكت بهم ، أي : انقلبت{[57744]} .

وذكر الطبري عن محمد بن كعب القرظيِّ قال : خمس قريات : «صبعة ، وصعرة وعمرة ، ودوما ، وسدوم » ، وهي القرية العظمى{[57745]} .

وقوله : «بالخاطئة » . إما أن تكون صفة ، أي : بالفعلة ، أو الفعلات الخاطئة ، وهي المعصية والكفر .

وقال مجاهد : بالخطايا كانوا يفعلونها .

وقال الجرجاني : بالخطأ العظيمِ ، فيكون مصدراً ك «العاقبة » و «الكاذبة » .


[57741]:ينظر السبعة 648، والحجة 6/134، وإعراب القراءات 2/385، وحجة القراءات 718.
[57742]:ينظر الكشاف 4/600، والمحرر الوجيز 5/358، والدر المصون 6/362.
[57743]:ينظر: المحرر الوجيز 5/358، والبحر المحيط 8/136.
[57744]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/211) وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/406) وعزاه إلى عبد الرزاق وابن المنذر وعبد بن حميد.
[57745]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (18/170).