إن الذي يدعو مثل هذه الدعوة ، وهو لا يطلب أجراً ، ولا يبتغي مغنماً . . إنه لصادق . وإلا فما الذي يحمله على هذا العناء إن لم يكن يلبي تكليفاً من الله ? ما الذي يدفعه إلى حمل هم الدعوة ? ومجابهة الناس بغير ما ألفوا من العقيدة ? والتعرض لأذاهم وشرهم واستهزائهم وتنكيلهم ، وهو لا يجني من ذلك كسباً ، ولا يطلب منهم أجراً ?
( اتبعوا من لا يسألكم أجراً ) . . ( وهم مهتدون ) . .
وهداهم واضح في طبيعة دعوتهم . فهم يدعون إلى إله واحد . ويدعون إلى نهج واضح . ويدعون إلى عقيدة لا خرافة فيها ولا غموض . فهم مهتدون إلى نهج سليم ، وإلى طريق مستقيم .
{ اتبعوا من لا يسئلكم أجرا وهم مهتدون }
إن هؤلاء الرسل لا يطلبون منكم مالا ولا يبتغون كسبا ولا نفعا وإنما يقومون بأعمالهم ابتغاء وجه الله ورجاء هدايتكم وإرشادكم إلى ما فيه استقامة دنياكم وسعادة آخرتكم .
لقد سلكت الهداية والإيمان قلوبهم فأرادوا أن ينقلوا إليكم هذه الهداية وذلك الإيمان بالله احتسابا لوجهه وطمعا في رحمته .
ثم نبههم على الداعي إلى اتباعهم والمانع من الإعراض عنهم بقوله ، معيداً الفعل دلالة على شدة اهتمامه به : { اتبعوا } أي بغاية جهدكم { من لا يسئلكم } أي في حال من الأحوال { أجراً } ولما كان أفرد الضمير نظراً إلى لفظ " من " دلالة على وجوب الاتباع لمن اتصف بهذا الأمر الدال على الرسالة وإن كان واحداً ، جمع بياناً للأولوية بالتظافر والتعاضد والاتفاق في الصيانة والبعد عن الدنس ، الدال على اتحاد القصد الدال على تحتم الصدق فقال : { وهم مهتدون * } أي ثابت لهم الاهتداء لا يزايلهم ، ما قصدوا شيئاً إلا أصابوا وجه صوابه ، فتفوزوا بالدين الموجب للفوز بالآخرة ، ولا يفوتكم شيء من الدنيا ، فأتى بمجامع الترغيب في هذا الكلام الوجيز .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.