اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{ٱتَّبِعُواْ مَن لَّا يَسۡـَٔلُكُمۡ أَجۡرٗا وَهُم مُّهۡتَدُونَ} (21)

قوله : { مَن لاَّ يَسْأَلُكُمْ أَجْراً } بدل من «المرسلين » بإعادة العامل{[45904]} إلا أن أبا حيان قال : النحاة لا يقولون ذلك إلا إذا كان العامل حرف ( جر ){[45905]} وإلا فلا يسمونه بدلاً بل تابعاً وكأنه يريد التوكيد اللفظي بالنسبة إلى العامل .

فصل

هذا الكلام في غاية الحسن لأن لما قال اتبعوا المرسلين كأنهم منعوا كونَهُمْ مرسلين فنزل درجة وقال لا شك أن الخلق في الدنيا سالكون طريقة الاستقامة والطريق إذا كان فيه دليل وجب اتباعه والامتناع{[45906]} من الدليل لا يحسن إلا عند أحد أمرين إما لطالب الدليل الأجرة وإما عدم{[45907]} الاعتماد على اهتدائه ومعرفة الطريق لكن هؤلاء لا يطلبون أجرة وهم مهتدون عالمون بالطريق المستقيم الموصلة إلى الحق فهب أنهم ليسوا بمرسلين هادين أليسوا{[45908]} بمهتدين فاتبعوهم .


[45904]:قاله شهاب الدين السمين في الدر 4/503.
[45905]:سقط من "ب".
[45906]:كذا هي في الرازي وفي "ب" الاتساع خطأ.
[45907]:في "ب" عند الاعتماد والأصح كما في الرازي عند عدم الاعتماد.
[45908]:في "ب" ليسوا بدون همزة.