قوله تعالى ذكره {[56491]} : { وجاء من أقصا المدينة رجل ( يسعى ) {[56492]} }19 إلى قوله : { إليهم لا يرجعون }30
قال ابن إسحاق فيما بلغه عن ابن عباس وعن كعب الأحبار وعن وهب بن منبه : أن رجلا من أهل أنطاكية اسمه حبيب النجار ، ( كان ) {[56493]} يعمل الجرير {[56494]} ، وكان سقيما ( قد أسرع فيه ) {[56495]} الجذام/ وكان منزله عند باب من أبواب المدينة ( قاصيا ) {[56496]} ، وكان مؤمنا ذا صدقة يجمع كسبه إذا أمسى فيقسمه نصفين ، فيطعم نصفه عياله ويتصدق بنصفه فلم يهمه {[56497]} ، سقمه ولا عمله ولا ضعفه عن عمل ربه {[56498]} فلما اجتمع قومه يعني أهل أنطاكية على قتل الرسل بلغ ذلك حبيبا وهو على باب المدينة الأقصى فجاء يسعى إليهم ويذكرهم الله {[56499]} ويدعوهم إلى اتباع المرسلين ، فقال لهم ما قص الله علينا {[56500]} .
قال قتادة : ذكر لنا أن اسمه حبيب وكان يعبد ربه في غار {[56501]} .
ويروى أنه كان نجارا {[56502]} وقيل : ( إنه ) {[56503]} كان حطابا ، لما بلغه أمر الرسل أتى مسرعا بحزمته فآمن ، وقال للناس : { يا قوم اتبعوا المرسلين } .
ثم أقبل على المرسلين فقال : أتريدون مالا نعطيكم فقالوا : لا ، فأقبل على الناس يقول : { اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون } فقيل له : أفأنت تتبعهم فقال : { ومالي لا أعبد الذي فطرني } إلى قوله : { ضلال مبين }
ثم أقبل على المرسلين فقال لهم : { إني آمنت بربكم } {[56504]} فتألب عليه الناس فقتلوه .
قال ابن عباس : هو حبيب النجار {[56505]} .
ويروى أنه سمع بخبر الرسل {[56506]} جاء يسعى فقال لهم : أتطلبون ( على ) {[56507]} ما جئتم به أجرا قالوا : لا ، فأقبل على قومه فقال : { يا قوم اتبعوا المرسلين }21 إلى قوله {[56508]} : { إني آمنت بربكم فاسمعون } 23 {[56509]} يقول هذا للرسل {[56510]} .
قال قتادة : فرجمه قومه ، فقال : اللهم اهد {[56511]} قومي ، أحسبه قال : فإنهم لا يعلمون ، فقتلوه رجما ، فأدخله الله الجنة ، فلم {[56512]} ينظر الله قومه حتى أهلكهم {[56513]} .
روي أن جبريل صلى الله عليه وسلم {[56514]} وضع جناحا في أقطارها فقلبها عليهم فبقوا خامدين ساكتين .
وعن كعب الأحبار أنه قال : الرسولان والذي جاء يسعى خد لهم أخدود {[56515]} وحرقوا بالنار فيه .
وأكثر الناس على أن الرسل كانوا من حواريي عيسى عليه السلام {[56516]} ، تنبأهم الله {[56517]}بعد/ عيسى {[56518]} ، وأرسل منهم اثنين إلى أنطاكية فكذبوهما وضربوهما وحبسوهما ، فقواهم {[56519]} الله {[56520]} برسول ثالث .
وقد قيل : إن الثالث شمعون ، ( وهو ) {[56521]} من أصحاب عيسى {[56522]} وأنه أرسل قبل الاثنين إلى أنطاكية فكذبوه {[56523]} ، وإلى ذلك ذهب الفراء {[56524]} .
قال كعب ووهب : وثبوا الذي جاء يسعى وثبة رجل واحد فقتلوه {[56525]} .
وقوله : { وهم مهتدون } أي : على استقامة من الحق ، فاهتدوا بهداهم .
ولا يحسن الوقف على " المرسلين " لأن من بدل " من " المرسلين بإعادة الفعل {[56526]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.