في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

30

فإذا هم منتهون . كل على حاله التي هو عليها . لا يملك أن يوصي بمن بعده . ولا يملك أن يرجع إلى أهله فيقول لهم كلمة . . وأين هم ? إنهم مثله في أماكنهم منتهون !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

48

50 –{ فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ } .

ترتبط هذه الآية بما قبلها ، أي : حين ينفخ إسرافيل في الصور نفخة واحدة ، فإن صوت هذه النفخة يأخذهم ويميتهم وتنتهي حياتهم بنفخة واحدة ، لا يحتاجون إلى تكرارها ، تأتي هذه النفخة وهم سائرون في حياتهم ، يتبايعون ويتخاصمون ، فلا يستطيع أيّ واحد منهم أن يُتم ما بدأه ، أو أن يكمل ما عمله ، لأن الموت يفاجئهم ، وينهي حياتهم في لحظة ، فلا يستطيع أحدهم أن يكتب وصيته ، أو يتكلم بها لمن حوله ، ولا يستطيع أن يرجع إلى بيته ، لأن الموت قد أعجله ، ومنعه من كل ذلك ، بل إن الموت ينزل به وبمن حوله ، وبأهل بيته .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{فَلَا يَسۡتَطِيعُونَ تَوۡصِيَةٗ وَلَآ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِمۡ يَرۡجِعُونَ} (50)

ولما كانت هذه النفخة المميتة ، سبب عنها قوله : { فلا يستطيعون توصية } أي أن يوجدوا الوصية في شيء من الأشياء ، والاستفعال والتفعيل يدلان على أن الموت ليس حين سماع أول الصوت بل عقبه من غير مهلة لتمام أمر ما .

ولما كان ذلك ليس نصّاً في نفي المشي قال : { ولا إلى أهلهم } أي فضلاً عن غيرهم { يرجعون * } بل يموت كل واحد في مكانه حيث تفجأه الصيحة ، وربما أفهم التعبير ب " إلى " أنهم يريدون الرجوع فيخطون خطوة أو نحوها ، وفي الحديث " ليقومن من الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يبيعانه ولا يطويانه ، ولتقومن الساعة وقد رفع الرجل أكلته إلى فيه فلا يطعمها " .