في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ} (20)

( وإلى الأرض كيف سطحت ? ) . . والأرض مسطوحة أمام النظر ، ممهدة للحياة والسير والعمل ، والناس لم يسطحوها كذلك . فقد سطحت قبل أن يكونوا هم . . أفلا ينظرون إليها ويتدبرون ما وراءها ، ويسألون : من سطحها ومهدها هكذا للحياة تمهيدا ?

إن هذه المشاهد لتوحي إلى القلب شيئا . بمجرد النظر الواعي والتأمل الصاحي . وهذا القدر يكفي لاستجاشة الوجدان واستحياء القلب . وتحرك الروح نحو الخالق المبدع لهذه الخلائق .

ونقف وقفة قصيرة أمام جمال التناسق التصويري لمجموعة المشهد الكوني لنرى كيف يخاطب القرآن الوجدان الديني بلغة الجمال الفني ، وكيف يعتنقان في حس المؤمن الشاعر بجمال الوجود . .

إن المشهد الكلي يضم مشهد السماء المرفوعة والأرض المبسوطة . وفي هذا المدى المتطاول تبرز الجبال " منصوبة " السنان لا راسية ولا ملقاة ، وتبرز الجمال منصوبة السنام . . خطان أفقيان وخطان رأسيان في المشهد الهائل في المساحة الشاسعة . ولكنها لوحة متناسقة الأبعاد والاتجاهات ! على طريقة القرآن في عرض المشاهد ، وفي التعبير بالتصوير على وجه الإجمال .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ} (20)

المفردات :

سطحت : بسطت ومهّدت للإقامة عليها .

20- وإلى الأرض كيف سطحت .

أفلا ينظر الإنسان إلى الأرض كيف سطحت ؟ فنحن في نظر العين أو في مساحة كبيرة أمامنا نجد الأرض ممتدة ، لتصلح للزراعة والصناعة واتخاذ الطرق ، والاستفادة منها .

قال الآلوسي : ولا ينافي هذا القول بأنها كرة أو قريبة من الكرة .

وأما كونها مسطحة أو مبسوطة فإنما هو بالنسبة لعظمها ، أو بالنسبة للناظرين إليها .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ} (20)

{ إلى الأرض كيف سطحت } جعل لها سطح لإمكان الاستقرار عليها . وهذا لا ينافي القول بأنها قريبة من الكرة الحقيقية لمكان عظمها .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ} (20)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "وَإلى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ" يقول : وإلى الأرض كيف بُسطت ، يقال : جبل مُسَطّح : إذا كان في أعلاه استواء .

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

وينظرون إلى الأرض كيف بسطها الله وسطحها ووسعها، ولولا ذلك لما صح الانتفاع بها والاستقرار عليها . وهذه نعم من الله تعالى على خلقه لا يوازيها نعمة منعم ، ولا يقاربها إحسان محسن فيجب أن يقابل ذلك باعظم الشكر . ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

فهي مهاد للمتقلب عليها ...والمعنى : أفلا ينظرون إلى هذه المخلوقات الشاهدة على قدرة الخالق ، حتى لا ينكروا اقتداره على البعث فيسمعوا إنذار الرسول صلى الله عليه وسلم ويؤمنوا به ويستعدوا للقائه . ...

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

وجه المناسبة بينها وبين السماء والجبال والأرض... أن القرآن نزل على لغة العرب وكانوا يسافرون كثيرا ، لأن بلدتهم بلدة خالية من الزرع ، وكانت أسفارهم في أكثر الأمر على الإبل ، فكانوا كثيرا ما يسيرون عليها في المهامة والقفار مستوحشين منفردين عن الناس ، ومن شأن الإنسان إذا انفرد أن يقبل على التفكر في الأشياء ، لأنه ليس معه من يحادثه ، وليس هناك شيء يشغل به سمعه وبصره ، وإذا كان كذلك لم يكن له بد من أن يشغل باله بالفكرة ، فإذا فكر في ذلك الحال وقع بصره أول الأمر على الجمل الذي ركبه ، فيرى منظرا عجيبا ، وإذا نظر إلى فوق لم ير غير السماء ، وإذا نظر يمينا وشمالا لم ير غير الجبال ، وإذا نظر إلى ما تحت لم ير غير الأرض ....

تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :

مدت مدًا واسعًا ، وسهلت غاية التسهيل ، ليستقر الخلائق على ظهرها ، ويتمكنوا من حرثها وغراسها ، والبنيان فيها ، وسلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها . ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

والأرض مسطوحة أمام النظر ، ممهدة للحياة والسير والعمل ، والناس لم يسطحوها كذلك . فقد سطحت قبل أن يكونوا هم . . أفلا ينظرون إليها ويتدبرون ما وراءها ، ويسألون : من سطحها ومهدها هكذا للحياة تمهيدا ? ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

وإذا ما ابتعدنا المحيط العربي القديم وما كان فيه ، وتوسعنا في مجال تأملنا ليشمل كلّ محيط البشرية ، لتوصلنا إلى أنّ هذه الأشياء الأربع تدخل في حياة الإنسان بشكلً رئيسي ، حيث من السماء مصدر النور والأمطار والهواء ، والأرض مصدر نمو أنواع النباتات وما يتغذى به ، وكذا الجبال فبالإضافة لكونها رمز الثبات والعلو ففيها مخازن المياه والمواد المعدنية بألوانها المتنوعة ، وما الإبل إلاّ نموذج شاخص متكامل لذلك الحيوان الأهلي الذي يقدّم مختلف الخدمات للإنسان . وعليه ، فقد تجمعت في هذه الأشياء الأربع كلّ مستلزمات «الزراعة » و«الصناعة » و«الثروة الحيوانية » ، وحريّ بالإنسان والحال هذه أن يتأمل في هذه النعم المعطاءة ، كي يندفع بشكل طبيعي لشكر المنعم سبحانه وتعالى ، وبلا شك فإنّ شكر المنعم سيدعوه لمعرفة خالق النعم أكثر فأكثر . ...

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ} (20)

وقوله { سطحت } أي بسطت

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ} (20)

" وإلى الأرض كيف سطحت " أي بسطت ومدت . وقال أنس : صليت خلف علي رضي اللّه عنه ، فقرأ " كيف خلقت " و " رفعت " و " نصبت " و " سطحت " ، بضم التاءات ، أضاف الضمير إلى اللّه تعالى . وبه كان يقرأ محمد بن السميقع وأبو العالية ، والمفعول محذوف ، والمعنى خلقتها . وكذلك سائرها . وقرأ الحسن وأبو حيوة وأبو رجاء : " سطحت " بتشديد الطاء وإسكان التاء . وكذلك قرأ الجماعة ، إلا أنهم خففوا الطاء . وقدم الإبل في الذكر ، ولو قدم غيرها لجاز . قال القشيري : وليس هذا مما يطلب فيه نوع حكمة . وقد قيل : هو أقرب إلى الناس في حق العرب ، لكثرتها عندهم ، وهم من أعرف الناس بها . وأيضا : مرافق الإبل أكثر من مرافق الحيوانات الأخر ، فهي مأكولة ، ولبنها مشروب ، وتصلح للحمل والركوب ، وقطع المسافات البعيدة عليها ، والصبر على العطش ، وقلة العلف ، وكثرة الحمل ، وهي معظم أموال العرب . وكانوا يسيرون على الإبل منفردين مستوحشين عن الناس ، ومن هذا حاله تفكر فيما يحضره ، فقد ينظر في مركوبه ، ثم يمد بصره إلى السماء ثم إلى الأرض . فأمروا بالنظر في هذه الأشياء ، فإنها أدل دليل على الصانع المختار القادر .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ} (20)

ولما كان الخفض لا يكون إلا بخافض قاهر كما أن الرفع كذلك قال تعالى : { وإلى الأرض } أي مع سعتها { كيف سطحت * } أي اتفق بسطها من باسطها حتى صارت مهاداً موضوعاً يمشي عليه بغاية السهولة ، والقدرة على جعلها كذلك على ما هي فيه من الزينة بناضر النبات وغير ذلك من الاختلافات دالة على الفعل بالاختيار ، وليست بدون القدرة على بث الزرابي في الجنة على اختلاف أشكالها وصورها وألوانها .