فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ} (20)

{ سطحت } وطئت ومهدت .

{ وإلى الأرض كيف سطحت } وليفتحوا أعينهم ، وليوجهوا تأملهم إلى الأرض التي يعيشون عليها ويمشون في مناكبها كيف وطأها ربنا ومهدها ، وبسطها ومدها { ألم نجعل الأرض مهادا }{[5]} ألم يجعلها الله مأوى لكم كالمهاد الذي يفرش للطفل الصغير ؟ ! وجعلها بقدرته وحكمته ذلولا ، فلا هي شديدة القساوة فيستحيل أن تحفر فيها الآبار أو تشق الأنهار أو توضع تحت سطحها قواعد البناء ، أو يستخرج من باطنها الكنوز والمعادن ؛ ولا هي رخوة تسوخ فيها الأقدام ، ويتعذر السعي والتشييد فوقها .

[ والمعنى : أفلا ينظرون نظر التدبر والاعتبار إلى كيفية خلق هذه المخلوقات الشاهدة بحقية البعث والنشور ليرجعوا عما هم عليه من الإنكار والنفور ؟ ويسمعوا إنذارك ويستعدوا للقاء الله بالإيمان والطاعة ؟ ! ]{[6]} .


[5]:- سورة الأنعام. من الآية 148.
[6]:- ما بين العارضتين من روح المعاني.