فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ} (20)

{ وإلى الأرض كيف سطحت } أي بسطت ، والسطح بسط الشيء يقال لظهر البيت إذا كان مستويا سطح ، قرأ الجمهور مبنيا للمفعول مخففا ، وقرأ الحسن : مشددا ، وقرأ علي بن أبي طالب وغيره خلقت ورفعت ونصبت وسطحت على البناء للفاعل وضم التاء فيها كلها .

قال المحلي قوله سطحت ظاهر في أن الأرض سطح ، وعليه علماء الشرع لا كرة كما قاله أهل الهيئة وإن لم ينقض ركنا من أركان الشرع .

قال الكرخي هي كرة بطبعها وحقيقتها لكن الله أخرجها عن طبعها بفضله وكرمه بتسطيح بعضها لإقامة الحيوانات عليها فأخرجها عما يقتضيه طبعها انتهى .

وفي التكميل للشيخ رفيع الدين ابن ولي الله الدهلوي رحمه الله : أهل الشرائع يفهمون من مثل قوله تعالى { الأرض فراشا ، ودحاها ، وسطحت } أنها سطح مستو ، والحكماء يثبتون كرويتها بالأدلة الصحيحة فيتوهم الخلاف ، ويدفع بأن القدر المحسوس منها في كل بقعة سطح مستو ، فإن الدائرة كلما عظمت قل انجذاب أجزائها فاستواؤها باعتبار محسوسية ، أجزائها ، وكرويتها باعتبار معقولية جملتها انتهى .