في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

ولقد كان ذلك كله للعمل والمتاع . ووراء هذا كله حساب وجزاء . ويوم الفصل هو الموعد الموقوت للفصل : ( إن يوم الفصل كان ميقاتا . يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا . وفتحت السماء فكانت أبوابا . وسيرت الجبال فكانت سرابا ) . .

إن الناس لم يخلقوا عبثا ، ولن يتركوا سدى . والذي قدر حياتهم ذلك التقدير الذي يشي به المقطع الماضي في السياق ، ونسق حياتهم مع الكون الذي يعيشون فيه ذلك التنسيق ، لا يمكن أن يدعهم يعيشون سدى ويموتون هملا ! ويصلحون في الأرض أو يفسدون ثم يذهبون في التراب ضياعا ! ويهتدون في الحياة أو يضلون ثم يلقون مصيرا واحدا . ويعدلون في الأرض أو يظلمون ثم يذهب العدل والظلم جميعا !

إن هنالك يوما للحكم والفرقان والفصل في كل ما كان . وهو اليوم المرسوم الموعود الموقوت بأجل عند الله معلوم محدود :

( إن يوم الفصل كان ميقاتا ) . .

وهو يوم ينقلب فيه نظام هذا الكون وينفرط فيه عقد هذا النظام .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

البعث والجزاء

{ إنّ يوم الفصل كان ميقاتا 17 يوم ينفخ في الصّور فتأتون أفواجا 18 وفتحت السماء فكانت أبوابا 19 وسيّرت الجبال فكانت سرابا 20 إنّ جهنم كانت مرصادا 21 للطّاغين مئابا 22 لابثين فيها أحقابا 23 لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا 24 إلا حميما وغسّاقا 25 جزاء وفاقا 26 إنهم كانوا لا يرجون حسابا 27 وكذّبوا بآياتنا كذّابا 28 وكل شيء أحصيناه كتابا 29 فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا 30 }

المفردات :

يوم الفصل : هو يوم القيامة ، لأن الله يفصل بين خلقه .

17

التفسير :

17- إن يوم الفصل كان ميقاتا .

في يوم الفصل ، حيث يفصل الله بين الخلائق ، وهو يوم يجتمع فيه الأولون والآخرون لميقات يوم معلوم ، حيث ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي .

قال تعالى : وما نؤخّره إلا لأجل معدود . ( هود : 104 ) .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

ميعادا لبعث الأولين والآخرين ، وما يترتب عليه من الجزاء ثوابا وعقابا ، لا يتقدم ولا يتأخر .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

يوم الفصل : يوم القيامة لأن الله تعالى يفصل فيه بين الناس .

ميقاتا : وقتاً للحساب والجزاء .

بعد أن نبّه الله عبادَه إلى هذه الظواهر الباهرة ، ووجه أنظارهم إلى آياته في هذا الكون العجيب ، أخذ يبيّن ما اختلفوا فيه ونازعوا في إمكان حصوله وهو يومُ الفصل ، ويذكُر لهم بعضَ ما يكون فيه ، تخويفاً لهم من الاستمرار على التكذيب بعد ما وضَحت الأدلةُ واستبانَ الحق .

{ إِنَّ يَوْمَ الفصل كَانَ مِيقَاتاً } إن يوم القيامة هو يومُ الفصلِ بين الخلائق ، وهو ميعاد مقدَّر للبعث .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

{ 17 - 30 } { إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا * يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا * وَفُتِحَتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ أَبْوَابًا * وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا * إِنَّ جَهَنَّمَ كَانَتْ مِرْصَادًا * لِلطَّاغِينَ مَآبًا * لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا * إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا * جَزَاءً وِفَاقًا * إِنَّهُمْ كَانُوا لَا يَرْجُونَ حِسَابًا * وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابًا * وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَابًا * فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا }

ذكر تعالى ما يكون في يوم القيامة الذي يتساءل عنه المكذبون ، ويجحده المعاندون ، أنه يوم عظيم ، وأن الله جعله { مِيقَاتًا } للخلق .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

{ إن يوم الفصل } يوم القضاء بين الخلق ، { كان ميقاتا } لما وعد الله من الثواب والعقاب .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إن يوم الفصل} يعني يوم القضاء هو يوم القيامة بين الخلائق {كان ميقاتا} يعني كان ميقات الكافر، وذلك أنهم كانوا يقولون: {متى هذا الوعد إن كنتم صادقين} [يس:48] فأنزل الله عز وجل يخبرهم بأن ميقات ذلك اليوم كائن يوم الفصل يا معشر الكفار، فتجازون ما وعدكم على ألسنة الرسل،...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

إن يوم يفصل الله فيه بين خلقه، فيأخذ فيه من بعضهم لبعض، كان ميقاتا لما أنفذ الله لهؤلاء المكذّبين بالبعث، ولضربائهم من الخلق...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

{كَانَ ميقاتا} كان في تقدير الله وحكمه حدّا توقت به الدنيا وتنتهي عنده؛ أو حدا للخلائق ينتهون إليه.

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

ولما ذكر ما دل على غاية القدرة ونهاية الحكمة فدل قطعاً على الوحدانية لأنه لو كان التعدد لم تكن الحكمة ولم تتم القدرة، فأثمر المحبة لمن اتصف بذلك، فأنتج للطائع الشوق إلى لقائه والترامي إلى مطالعة كمال نعمائه، وللعاصي ما هو حقيق به من الخوف من لقائه ليرده ذلك- عن إعراضه وإبائه، أتبع ما أعلم أنه ما ذكره إلا للدلالة على النبأ العظيم في لقاء العزيز الرحيم، فقال منتجاً عما مضى من الوعيد وما دل على تمام القدرة مؤكداً لأجل إنكارهم: {إن يوم الفصل} أي- الذي هو النبأ العظيم، وتقدم الإنذار به في المرسلات وما خلق الخلق إلا لجمعهم فيه وإظهار صفات الكمال ليفصل فيه بين كل ملبس فصلاً لا شبهة فيه ويؤخذ للمظلوم من الظالم {كان} أي في علم الله وحكمته كوناً لا بد منه جعل فيه كالجبلة في ذوي الأرواح {ميقاتاً} أي حداً يوقت به الدنيا وتنتهي عنده مع ما فيها من الخلائق.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

والفصل: التمييز بين الأشياء المختلطة، وشاع إطلاقه على التمييز بين المعاني المتشابهة والملتبسة فلذلك أطلق على الحكم، وقد يضاف إليه فيقال: فصل القضاء، أي نوع من الفصل لأن القضاء يميز الحق من الظلم. فالجزاء على الأعمال فصل بين الناس بعضهم من بعض. وأوثر التعبير عنه بيوم الفصل لإِثبات شيئين: أحدهما: أنه بَيَّن ثبوت ما جحدوه من البعث والجزاء وذلك فصل بين الصدق وكذبهم. وثانيهما: القضاء بين الناس فيما اختلفوا فيه، وما اعتدى به بعضهم على بعض. وإقحام فعل {كان} لإِفادة أن توقيته متأصل في علم الله لِما اقتضته حكمته تعالى التي هو أعلم بها وأن استعجالهم به لا يقدّمه على ميقاته.

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{إِنَّ يَوۡمَ ٱلۡفَصۡلِ كَانَ مِيقَٰتٗا} (17)

ولما{[71108]} ذكر {[71109]}ما دل{[71110]} على غاية القدرة ونهاية الحكمة فدل قطعاً على الوحدانية لأنه لو كان التعدد لم تكن الحكمة ولم تتم القدرة ، فأثمر المحبة لمن اتصف بذلك ، فأنتج للطائع الشوق إلى لقائه والترامي إلى مطالعة كمال نعمائه ، وللعاصي ما هو حقيق به من الخوف من لقائه ليرده ذلك-{[71111]} عن إعراضه وإبائه ، أتبع ما أعلم أنه ما ذكره إلا للدلالة على النبأ العظيم في لقاء العزيز الرحيم ، فقال منتجاً عما مضى من الوعيد وما دل على تمام القدرة مؤكداً لأجل إنكارهم : { إن يوم الفصل } أي-{[71112]} الذي هو النبأ العظيم ، وتقدم الإنذار به في المرسلات وما خلق الخلق إلا لجمعهم{[71113]} فيه وإظهار صفات الكمال ليفصل فيه{[71114]} بين كل ملبس فصلاً لا شبهة فيه ويؤخذ للمظلوم من الظالم { كان } أي في علم الله وحكمته كوناً لا بد منه جعل فيه كالجبلة في ذوي الأرواح { ميقاتاً * } أي حداً يوقت به الدنيا وتنتهي عنده مع ما فيها من الخلائق .


[71108]:زيد في الأصل: كان ما، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[71109]:من ظ و م، وفي الأصل: دلالة.
[71110]:من ظ و م، وفي الأصل: دلالة.
[71111]:زيد من ظ و م.
[71112]:زيد من ظ و م.
[71113]:من ظ و م، وفي الأصل: لجميعهم.
[71114]:من م، وفي الأصل و ظ: به.