في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

ثم بين النفر معتقدهم الخاص بعد إيمانهم :

( وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ، ولن نعجزه هربا ) . .

فهم يعرفون قدرة الله عليهم في الأرض ، ويعرفون عجزهم عن الهرب من سلطانه - سبحانه - والإفلات من قبضته ، والفكاك من قدره . فلا هم يعجزون الله وهم في الأرض ، ولا هم يعجزونه بالهرب منها . وهو ضعف العبد أمام الرب ، وضعف المخلوق أمام الخالق . والشعور بسلطان الله القاهر الغالب .

وهؤلاء الجن هم الذين يعوذ بهم رجال من الإنس ! وهم الذين يستعين بهم الإنس في الحوائج ! وهم الذين جعل المشركون بين الله - سبحانه - وبينهم نسبا ! وهؤلاء هم يعترفون بعجزهم وقدرة الله . وضعفهم وقوة الله ، وانكسارهم وقهر الله ، فيصححون ، لا لقومهم فحسب بل للمشركين كذلك ، حقيقة القوة الواحدة الغالبة على هذا الكون ومن فيه .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

المفردات :

نعجز الله : نفوته ونتفلّت منه .

هربا : هاربين إلى السماء .

التفسير :

12- وأنا ظننّا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا .

تيقنّا وتأكدنا أننا في قبضة الله وسلطانه أينما كنّا ، فأين المهرب من قضاء الله وقدره ، وبيده سبحانه الخلق والأمر ؟

قال القرطبي : أي علمنا بالاستدلال والتفكّر في آيات الله أنّا في قبضته وسلطانه ، لن نفوته بهرب ولا غيره . اه .

وقال غيره : لن نعجز الله في الأرض مع بسطها وسعتها وكثرة فجاجها ، وتشعب طرقها ، فلا نفوته إذا أراد بنا أمرا أينما كنّا فيها ، ولن نستطيع أن نفلت منه –عز وجل- هربا إلى السماء ، وإن هربنا فلن نخلص منه ، وذلك لشدة قدرته وعظيم سلطانه .

هذه هي الجن تعترف بعجزها وانكسارها أمام القوة الواحدة الغالبة على هذا الكون ومن فيه .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

{ وأنا ظننا . . . } تيقنا الآن بعد سماع القرآن أننا في قبضته تعالى وسلطانه ، لن نفوته بهرب ولا غيره إن طلبنا .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

وأنا أيقنّا أنا لن نُعجز اللهَ أينما كنّا في الأرض ، ولن نُعجِزَه هَرَباً من قضائه ، فإنّ الله قادرٌ علينا حيث كنّا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

{ وَأَنَّا ظَنَنَّا أَنْ لَنْ نُعجِزَ اللَّهَ فِي الْأَرْضِ وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبًا } أي : وأنا في وقتنا الآن تبين لنا كمال قدرة الله وكمال عجزنا ، وأن نواصينا بيد الله فلن نعجزه في الأرض ولن نعجزه إن هربنا وسعينا بأسباب الفرار والخروج عن قدرته ، لا ملجأ منه إلا إليه .

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

{ وأنا ظننا } علمنا وأيقنا ، { أن لن نعجز الله في الأرض } أي : لن نفوته إن أراد بنا أمراً ، { ولن نعجزه هرباً } إن طلبنا .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{وأنا ظننا}: علمنا.

{أن لن نعجز الله في الأرض} يعني أن لن نسبق الله في الأرض فنفوته.

{ولن نعجزه} يعني ولن نسبقه {هربا} فنفوته.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وأنا علمنا أن لن نُعجز الله في الأرض إن أراد بنا سوءا،" وَلَنْ نُعْجِزَهُ هَرَبا "إن طلبَنا فنفوته. وإنما وصفوا الله بالقدرة عليهم حيث كانوا.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فكأنهم قالوا: لا يتهيأ لنا الفرار من عذاب الله تعالى لكثرة الأعوان والأنصار، ولا يعجز هربنا عن طلب، أو يكون قوله عز وجل: {لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا} وإن دخلنا تحت تخوم الأرضين، ولن نعجزه بالهرب على وجه الأرض، فيكون فيه إقرار بأنا لا نقدر بالحيل والأسباب أن نحترز من عذاب الله تعالى كما يتهيأ الاحتراز من ملوك الأرض بالحيل والأسباب.

ثم مثل هذا الكلام يصدر عن أهل الإسلام، لأن مثل هذا الكلام إنما يتكلم به من يخاف نقمة الله تعالى عليه والذي أيقن بالبعث، ويذكر مقامه بين يدي ربه.

وأما أهل الكفر فلم يؤمنوا بالبعث حتى يحملهم خوف العاقبة على النظر في مثل هذا.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

أي: لن نعجزه كائنين في الأرض أينما كنا فيها، ولن نعجزه هاربين منها إلى السماء. وقيل: لن نعجزه في الأرض إن أراد بنا أمراً، ولن نعجزه هرباً إن طلبنا.

وهذه صفة أحوال الجن وما هم عليه من أحوالهم وعقائدهم: منهم أخيار، وأشرار، ومقتصدون؛ وأنهم يعتقدون أنّ الله عز وجل عزيز غالب لا يفوته مطلب ولا ينجى عنه مهرب.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

فهم يعرفون قدرة الله عليهم في الأرض، ويعرفون عجزهم عن الهرب من سلطانه -سبحانه- والإفلات من قبضته، والفكاك من قدره. فلا هم يعجزون الله وهم في الأرض، ولا هم يعجزونه بالهرب منها. وهو ضعف العبد أمام الرب، وضعف المخلوق أمام الخالق. والشعور بسلطان الله القاهر الغالب. وهؤلاء الجن هم الذين يعوذ بهم رجال من الإنس! وهم الذين يستعين بهم الإنس في الحوائج! وهم الذين جعل المشركون بين الله -سبحانه- وبينهم نسبا! وهؤلاء هم يعترفون بعجزهم وقدرة الله. وضعفهم وقوة الله، وانكسارهم وقهر الله، فيصححون، لا لقومهم فحسب بل للمشركين كذلك، حقيقة القوة الواحدة الغالبة على هذا الكون ومن فيه

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

قوله تعالى : " وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض " الظن هنا بمعنى العلم واليقين ، وهو خلاف الظن في قوله تعالى : " وأنا ظننا أن لن تقول " [ الجن : 5 ] ، " وأنهم ظنوا " [ الجن : 7 ] أي علمنا بالاستدلال والتفكر في آيات الله ، أنا في قبضته وسلطانه ، لن نفوته بهرب ولا غيره . و " هربا " مصدر في موضع الحال أي هاربين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

ولما دلوا على قهرهم عما كانوا يقدرون عليه من أمر{[69098]} السماء بما ذكروا ، وعلى قهر مفسديهم بهذا القرآن عن كثير مما كانوا يفعلونه بأهل الأرض ، فقهروا بهذا القرآن {[69099]}العظيم الشأن{[69100]} في الحقيقة عن الخافقين فمنعنا منهم وحفظاً به ، ودلوا على أنهم موضع القهر بالتفرق ، كان ذلك موجباً للعلم بشمول قدرته تعالى حتى لا يدركه طالب ، ولا ينجو منه هارب ، لما أبدى لهم من شؤون عظمته وقهره في الحراسة وغيرها ، فذكر سبحانه ما أثر ذلك عندهم من الاعتراف والإذعان للواحد القهار ، فقال حاكياً عنهم ذلك ندباً إلى الاقتداء بهم في معرفة النفس بالعز والذل والضعف بالتفرق{[69101]} والانقسام ، ومعرفة الرب سبحانه بالقدرة الكاملة والسلطان والعظمة بالتفرد{[69102]} التام الذي لا يقبل المماثلة ولا القسمة : { وإنا } أكدوا لظن الإنس في قوتهم غير ما هو لها { ظننا } أطلقوا الظن على العلم إشارة إلى أن العاقل ينبغي له أن يجتنب ما يخيله ضاراً ولو بأدنى أنواع الحيل فكيف{[69103]} إذا تيقن { أن } أي أن الشأن العظيم ، وزادوا في التأكيد لما تقدم فقالوا : { لن نعجز الله } أي أن{[69104]} نقاومه إن أراد بنا سوءاً لما له من الإحاطة بكل شيء علماً وقدرة لأنه واحد لا مثل له ، ودلوا على وجه الضعف{[69105]} بقولهم : { في الأرض } أي كائنين فيها مقيمين وهي جهة السفل الملزومة للقهر ، وذلك أقصى جهدنا فأين نحن من سعة ملكه الذي هو في قبضته { ولن نعجزه } أي بوجه من الوجوه { هرباً * } أي ذوي هرب أو من جهة الهرب ، أي هربنا من الأرض إلى غيرها فإن السماء منعت منا وليس لنا مضطرب إلا في قبضته ، فأين{[69106]} أم إلى أين المهرب ، وقد منعوا بذلك وجهي النجاة باللقاء والنصر{[69107]} والهرب عند القهر .


[69098]:- زيد من ظ وم.
[69099]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[69100]:- سقط ما بين الرقمين من ظ وم.
[69101]:- في ظ وم: بالتفرقة.
[69102]:- من ظ وم، وفي الأصل: والتفرد.
[69103]:- من ظ وم، وفي الأصل: وكذا.
[69104]:- من ظ وم، وفي الأصل: لن.
[69105]:- زيد من ظ وم.
[69106]:- زيد في الأصل: المفر، ولم تكن الزيادة في ظ وم فحذفناها.
[69107]:- من ظ وم، وفي الأصل: الضرب.