فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

{ وأنا ظننا أن لن نعجز الله في الأرض ولن نعجزه هربا ( 12 ) }

الظن هنا بمعنى العلم واليقين ؛ ومثل هذا جاء في قول الله تبارك اسمه : { إني ظننت أني ملاق حسابية }{[7920]} فهو مما يقول أهل السعادة حين يؤتون كتبهم بأيمانهم ، وحاشا أن ينجو من العذاب من لم يوقن بالبعث ، وبهذا شهد القرآن الكريم على بعض أصحاب الجحيم : { وإذا قيل إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها قلتم ما ندري ما الساعة إن نظن إلا ظنا وما نحن بمستيقنين . وبدا لهم سيئات ما عملوا وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون . وقيل اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا . . }{[7921]} فكأن المعنى : علمنا بالتفكر في آيات الله أنا في قبضته وسلطانه لن نفوته بهرب ولا غيره .

و{ هربا } مصدر في موضع الحال ، أي هاربين .

مهما أمعنا في الهرب فإنه قادر علينا لا يعجزه أحد منا فأي أقطار الأرض نأوي إليه فإنه في قبضته ، والسماوات مطويات بيمينه .


[7920]:- سورة الحاقة. الآية 20.
[7921]:- سورة الجاثية. الآيتان: 32، 33 ومن الآية 34.