السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَنَّا ظَنَنَّآ أَن لَّن نُّعۡجِزَ ٱللَّهَ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَن نُّعۡجِزَهُۥ هَرَبٗا} (12)

{ وأنا ظننا أن لن نعجز الله } أي : وإنا علمنا وتيقنا بالتفكر والاستدلال في آيات الله أنا في قبضة الملك وسلطانه لن نفوته بهرب ولا غيره لما له من الإحاطة بكل شيء علماً وقدرة لأنه واحد لا مثل له .

تنبيه : أطلقوا الظنّ على العلم إشارة إلى أنّ العاقل ينبغي له أن يتجنب ما يتخيله ضاراً ولو بأدنى أنواع التخيل ، فكيف إذا تيقن . وقولهم { في الأرض } حال ، وكذلك هرباً في قولهم { ولن نعجزه } أي : بوجه من الوجوه { هرباً } فإنه مصدر في موضع الحال تقديره لا نفوته كائنين في الأرض أو هاربين منها إلى السماء ، فليس لنا مهرب إلا في قبضته فأين أم إلى أين المهرب .