في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

ثم يتحدث معجبا من أمر القوم وهم يدعون إلى الهدى فلا يستجيبون :

( وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون . ويل يومئذ للمكذبين ! ) . .

مع أنهم يبصرون هذا التبصير ، وينذرون هذا النذير . .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

41

المفردات :

اركعوا : صلّوا .

التفسير :

48- وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون .

وإذا قيل لهؤلاء الكفار : صلّوا مع المصلين ، واخضعوا لأوامر الله ، وادخلوا في دين الإسلام ، أبوا وامتنعوا .

روي هذه الآية نزلت في ثقيف حين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة ، فقالوا : لا نحبو ( لا نركع ) فإنها سبة علينا ، فقال صلى الله عليه وسلم : ( لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود ) .

وروى ابن جرير ، عن ابن عباس أنه قال : إنما يقال هذا في الآخرة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون ، من جرّاء أنهم لم يكونوا يسجدون في الدنيا .

 
صفوة البيان لحسين مخلوف - حسنين مخلوف [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

{ وإذا قيل لهم اركعوا . . . } أي صلوا مع محمد وأصحابه لا يصلون . وسميت الصلاة ركوعا باسم ركنها . أو اخشعوا واخضعوا وتواضعوا لله تعالى لا يقبلون علوا واستكبارا .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

ومن إجرامهم أنهم إذا أمروا بالصلاة التي هي أشرف العبادات ، وقيل لهم : { ارْكَعُوا } امتنعوا من ذلك .

فأي إجرام فوق هذا ؟ وأي تكذيب يزيد على هذا ؟ "

 
معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

{ ويل يومئذ للمكذبين . وإذا قيل لهم اركعوا } أي صلوا ، { لا يركعون } لا يصلون ، وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنهما : إنما يقال لهم هذا يوم القيامة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

وإذا قيل لهؤلاء المجرمين المكذّبين بوعيد الله أهل التكذيب به:"اركعوا، لا يركعون"؛ واختلف أهل التأويل في الحين الذي يقال لهم فيه:

فقال بعضهم: يقال ذلك في الآخرة حين يُدْعون إلى السجود فلا يستطيعون.

وقال آخرون: بل قيل ذلك لهم في الدنيا.

وقيل: عُنِي بالركوع في هذا الموضع الصلاة..

وأولى الأقوال في ذلك أن يقال: إن ذلك خبر من الله تعالى ذكره عن هؤلاء القوم المجرمين، أنهم كانوا له مخالفين في أمره ونهيه، لا يأتمرون بأمره، ولا ينتهون عما نهاهم عنه.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

إذا قال لهم الرسول عليه السلام {اركعوا} أي اخضعوا واستسلموا لله تعالى، امتنعوا عن ذلك استكبارا منهم على الرسل وإعراضا عن النظر في حجج الله تعالى.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

الركوع: هو الانخفاض على وجه الخضوع، ويعبر به عن نفس الصلاة، والمعنى: إن هؤلاء الكفار إذا دعوا إلى الصلاة لا يصلون لجهلهم بما في الصلاة من الخير والبركة.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

اخشعوا لله وتواضعوا له بقبول وحيه واتباع دينه. واطرحوا هذا الاستكبار والنخوة لا يخشعون ولا يقبلون ذلك، ويصرون على استكبارهم.

وقيل: ما كان على العرب أشدّ من الركوع والسجود.

مفاتيح الغيب للرازي 606 هـ :

اعلم أن هذا هو النوع العاشر من أنواع تخويف الكفار، كأنه قيل لهم: هب أنكم تحبون الدنيا ولذاتها، ولكن لا تعرضوا بالكلية عن خدمة خالقكم، بل تواضعوا له فإنكم إن آمنتم ثم ضممتم إليه طلب اللذات وأنواع المعاصي حصل لكم رجاء الخلاص عن عذاب جهنم والفوز بالثواب، كما قال: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

يتحدث معجبا من أمر القوم وهم يدعون إلى الهدى فلا يستجيبون:

(وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون. ويل يومئذ للمكذبين!)..

مع أنهم يبصرون هذا التبصير، وينذرون هذا النذير..

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

يجوز أن يكون عطفاً على قوله: {للمكذبين} [المرسلات: 47]، والتقدير: والذين إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون، فإن (ال) الداخلة على الأوصاف المشتقة بمنزلة اسم الموصول غالباً، ولذلك جعلها النحاة في عداد أسماء الموصول وجعلوا الوصف الداخلة عليه صلةً لها.

ويجوز أن يكون عطفاً على جملة {كُلوا وتمتعوا قليلاً} [المرسلات: 46] والانتقال من الخطاب إلى الغيبة التفات.

وعلى كلا الوجهين فهو من الإِدماج لينعى عليهم مخالفتهم المسلمين في الأعمال الدالة على الإِيمان الباطنِ فهو كناية عن عدم إيمانهم لأن الصلاة عماد الدين ولذلك عُبر عن المشركين ب {الذين هم عن صلاتهم ساهون} [الماعون: 5].

والمعنى: إذا قيل لهم آمنوا واركعوا لا يؤمنون ولا يَركعون، كما كني عن عدم الإِيمان لما حكي عنهم في الآخرة {ما سلككم في سقر قالوا لم نكُ من المصلين ولم نك نطعم المسكين} [المدثر: 42- 44] إلى آخره.

ويجوز أن يكون عطفاً على قوله: {إنكم مجرمون} [المرسلات: 46].

وعلى الوجوه كلها يفيد تهديدهم لأنه معطوف على التكذيب أو على الإِجرام، وكلاهما سبب للتهديد بجزاء السوء في يوم الفصل.

 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

{ وإذا قيل لهم اركعوا } صلوا { لا يركعون } لا يصلون

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

قوله تعالى : " وإذا قيل لهم اركعوا لا يركعون " أي إذا قيل لهؤلاء المشركين : " اركعوا " أي صلوا " لا يركعون " أي لا يصلون ، قاله مجاهد . وقال مقاتل : نزلت في ثقيف ، امتنعوا من الصلاة فنزل ذلك فيهم . قال مقاتل : قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : ( أسلموا ) وأمرهم بالصلاة فقالوا : لا ننحني فإنها مسبة علينا ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا خير في دين ليس فيه ركوع ولا سجود ) . يذكر أن مالكا رحمه الله دخل المسجد بعد صلاة العصر ، وهو ممن لا يرى الركوع بعد العصر ، فجلس ولم يركع ، فقال له صبي : يا شيخ قم فاركع . فقام فركع ولم يحاجِّه بما يراه مذهبا ، فقيل له في ذلك ، فقال : خشيت أن أكون من الذين " إذا قيل لهم اركعوا لا يركعون " . وقال ابن عباس : إنما يقال لهم هذا في الآخرة حين يدعون إلى السجود فلا يستطيعون . قتادة : هذا في الدنيا . ابن العربي : هذه الآية حجة على وجوب الركوع وإنزاله ركنا في الصلاة وقد انعقد الإجماع عليه ، وظن قوم أن هذا إنما يكون في القيامة وليست بدار تكليف فيتوجه فيها أمر يكون عليه ويل وعقاب ، وإنما يدعون إلى السجود كشفا لحال الناس في الدنيا ، فمن كان لله يسجد يمكن{[15731]} من السجود ، ومن كان يسجد رثاء لغيره صار ظهره طبقا واحدا . وقيل : أي إذا قيل لهم اخضعوا للحق لا يخضعون ، فهو عام في الصلاة وغيرها وإنما ذكر الصلاة ، لأنها أصل الشرائع بعد التوحيد . وقيل : الأمر بالإيمان لأنها لا تصح من غير إيمان .


[15731]:في نسخة: تمكن من السجود.
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

ولما كان التقدير : فإنهم كانوا في دار العمل إذا قيل لهم آمنوا لا يؤمنوا ، عطف عليه قوله : { وإذا قيل لهم } أي لهؤلاء المجرمين{[70993]} من أي قائل كان { اركعوا } أي صلوا الصلاة التي فيها الركوع ، وأطلقه عليها تسمية لها باسم جزء منها ، وخص هذا الجزء لأنه يقال على الخضوع والطاعة ، ولأنه خاص بصلاة المسلمين ، ولأن بعض العرب نفر عن الدين من أجله ، وقال : لا أجبي لأن فيه - زعم - إبرازاً{[70994]} للاست فيكون ذلك مسبة ، وكذلك السجود ، قال في القاموس : جبى تجبئة : وضع يديه على ركبتيه أو على الأرض أو انكب على وجهه ، والتجبئة أن تقوم قيام الركوع { لا يركعون * } أي لا يخضعون ولا يوجدون الصلاة فلذلك كان وعيدهم ، وفيه دلالة على أن-{[70995]} الأمر للوجوب ليستحق تاركه العذاب وعلى أن الكفار مخاطبون بالفروع


[70993]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70994]:من ظ و م، وفي الأصل: الإبراز.
[70995]:زيد من ظ و م.