نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ ٱرۡكَعُواْ لَا يَرۡكَعُونَ} (48)

ولما كان التقدير : فإنهم كانوا في دار العمل إذا قيل لهم آمنوا لا يؤمنوا ، عطف عليه قوله : { وإذا قيل لهم } أي لهؤلاء المجرمين{[70993]} من أي قائل كان { اركعوا } أي صلوا الصلاة التي فيها الركوع ، وأطلقه عليها تسمية لها باسم جزء منها ، وخص هذا الجزء لأنه يقال على الخضوع والطاعة ، ولأنه خاص بصلاة المسلمين ، ولأن بعض العرب نفر عن الدين من أجله ، وقال : لا أجبي لأن فيه - زعم - إبرازاً{[70994]} للاست فيكون ذلك مسبة ، وكذلك السجود ، قال في القاموس : جبى تجبئة : وضع يديه على ركبتيه أو على الأرض أو انكب على وجهه ، والتجبئة أن تقوم قيام الركوع { لا يركعون * } أي لا يخضعون ولا يوجدون الصلاة فلذلك كان وعيدهم ، وفيه دلالة على أن-{[70995]} الأمر للوجوب ليستحق تاركه العذاب وعلى أن الكفار مخاطبون بالفروع


[70993]:زيد في الأصل: أي، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[70994]:من ظ و م، وفي الأصل: الإبراز.
[70995]:زيد من ظ و م.