ولقد كان ذلك كله للعمل والمتاع . ووراء هذا كله حساب وجزاء . ويوم الفصل هو الموعد الموقوت للفصل : ( إن يوم الفصل كان ميقاتا . يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا . وفتحت السماء فكانت أبوابا . وسيرت الجبال فكانت سرابا ) . .
إن الناس لم يخلقوا عبثا ، ولن يتركوا سدى . والذي قدر حياتهم ذلك التقدير الذي يشي به المقطع الماضي في السياق ، ونسق حياتهم مع الكون الذي يعيشون فيه ذلك التنسيق ، لا يمكن أن يدعهم يعيشون سدى ويموتون هملا ! ويصلحون في الأرض أو يفسدون ثم يذهبون في التراب ضياعا ! ويهتدون في الحياة أو يضلون ثم يلقون مصيرا واحدا . ويعدلون في الأرض أو يظلمون ثم يذهب العدل والظلم جميعا !
إن هنالك يوما للحكم والفرقان والفصل في كل ما كان . وهو اليوم المرسوم الموعود الموقوت بأجل عند الله معلوم محدود :
( إن يوم الفصل كان ميقاتا ) . .
وهو يوم ينقلب فيه نظام هذا الكون وينفرط فيه عقد هذا النظام .
{ إنّ يوم الفصل كان ميقاتا 17 يوم ينفخ في الصّور فتأتون أفواجا 18 وفتحت السماء فكانت أبوابا 19 وسيّرت الجبال فكانت سرابا 20 إنّ جهنم كانت مرصادا 21 للطّاغين مئابا 22 لابثين فيها أحقابا 23 لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا 24 إلا حميما وغسّاقا 25 جزاء وفاقا 26 إنهم كانوا لا يرجون حسابا 27 وكذّبوا بآياتنا كذّابا 28 وكل شيء أحصيناه كتابا 29 فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا 30 }
يوم الفصل : هو يوم القيامة ، لأن الله يفصل بين خلقه .
في يوم الفصل ، حيث يفصل الله بين الخلائق ، وهو يوم يجتمع فيه الأولون والآخرون لميقات يوم معلوم ، حيث ينفذهم البصر ويسمعهم الداعي .
ولما{[71108]} ذكر {[71109]}ما دل{[71110]} على غاية القدرة ونهاية الحكمة فدل قطعاً على الوحدانية لأنه لو كان التعدد لم تكن الحكمة ولم تتم القدرة ، فأثمر المحبة لمن اتصف بذلك ، فأنتج للطائع الشوق إلى لقائه والترامي إلى مطالعة كمال نعمائه ، وللعاصي ما هو حقيق به من الخوف من لقائه ليرده ذلك-{[71111]} عن إعراضه وإبائه ، أتبع ما أعلم أنه ما ذكره إلا للدلالة على النبأ العظيم في لقاء العزيز الرحيم ، فقال منتجاً عما مضى من الوعيد وما دل على تمام القدرة مؤكداً لأجل إنكارهم : { إن يوم الفصل } أي-{[71112]} الذي هو النبأ العظيم ، وتقدم الإنذار به في المرسلات وما خلق الخلق إلا لجمعهم{[71113]} فيه وإظهار صفات الكمال ليفصل فيه{[71114]} بين كل ملبس فصلاً لا شبهة فيه ويؤخذ للمظلوم من الظالم { كان } أي في علم الله وحكمته كوناً لا بد منه جعل فيه كالجبلة في ذوي الأرواح { ميقاتاً * } أي حداً يوقت به الدنيا وتنتهي عنده مع ما فيها من الخلائق .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.