الخاطئون : الآثمون أصحاب الخطايا ، من خطئ الرجل : إذا تعمّد الذنب ، لا من الخطأ المضاد للصواب .
لا يقبل على هذا النوع من الطعام إلا من تعمد ارتكاب الأخطاء في الدنيا ، أي تعوّد على الإجرام والآثام .
أي : لا يأكله إلا الآثمون المجرمون المرتكبون للخطايا والآثام .
والخاطئون . جمع خاطئ وهو الذي يتعمد الذنب ، والمخطئ الذي يفعل الشيء خطأ دون قصد ، ولهذا قال : الخاطئون . ولم يقل : المخطئون .
وفي آية يقول القرآن الكريم : ليس لهم طعام إلا من ضريع . ( الغاشية : 6 ) .
والضريع شيء في النار كالشوك مرّ منتن .
الغسلين هو شر طعام أهل النار .
وقد تحدث القرآن عن وصف طعام أهل النار بأنه طعام بشع ملهب للجوف ، حارق للأمعاء ، فيحتاج آكله إلى الشرب ، فيشرب ماء شديد الحرارة يشوي الوجوه ، ويزيد العطش ويلهبه .
قال تعالى : إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا . ( الكهف : 29 ) .
وقال تعالى : أذلك خير نزلا أم شجرة الزّقّّّوم* إنا جعلناها فتنة للظالمين* إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم* طلعها كأنه رؤوس الشياطين* فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون* قم إن لهم عليها لشوبا من حميم* ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم . ( الصافات : 26- 28 ) .
وقال تعالى : إن شجرة الزّقّوم* طعام الأثيم* كالمهل يغلي في البطون* كغلي الحميم* خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم* ثم صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم* ذق إنك أنت العزيز الكريم* إن هذا ما كنتم به تمترون . ( الدخان : 43- 50 ) .
" لا يأكله إلا الخاطئون " أي المذنبون . وقال ابن عباس : يعني المشركين . وقرئ " الخاطيون " بإبدال الهمزة ياء ، و " الخاطون " بطرحها . وعن ابن عباس : ما الخاطون كلنا نخطو . وروى أبو الأسود الدؤلي : ما الخاطون ؟ إنما هو الخاطئون . ما الصابون ؟ إنما هو الصابئون . ويجوز أن يراد الذي يتخطون الحق إلى الباطل ويتعدون حدود الله عز وجل .
ولما حصر طعامهم فيما لا يقربه أحد باختياره ، حصر من يتناوله معبراً عنهم بالوصف الذي أوجب لهم أكله فقال : { لا يأكله } وفرغ الاستثناء تنبيهاً على أن{[68139]} المستثنى هو المقصود حتى كأنه لا مستنثى منه فقال : { إلا الخاطئون * } أي يأكله المتعمدون للخطايا لا غيرهم ، وهو من خطأ الرجل بوزن فرح مهموزاً - إذا تعمد الذنب ، وأما المخطىء فهو من قصد الخير فلم يصبه بغير تعمد { فليس عليكم جناح فيما أخطأتم به } أي أردتم الصواب فلم تصيبوه{[68140]} ، وهذا الطعام يغسل ما في بطونهم من الأعيان والمعاني التي بها قوام صاحبها ، وهو{[68141]} بمنزلة ما كانوا يشحون به من أموالهم التي أبطنوها{[68142]} وادخروها في خزائنهم واستأثروا بها على الضعفاء .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.