الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{لَّا يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡخَٰطِـُٔونَ} (37)

قوله : { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الْخَاطِئُونَ } : صفةٌ ل " غِسْلين " . والعامَّةُ يَهْمِزُون " الخاطِئُون " وهو اسمُ فاعلٍ مِنْ خَطِىءَ يَخْطأ ، إذا فَعَلَ غيرَ الصوابِ متعمِّداً ، والمُخْطِىءُ مَنْ يفعلُه غيرَ متعمِّدٍ .

وقرأ الزُّهريُّ والعَتكِيُّ وطلحة والحسن " الخاطِيُون " بياءٍ مضمومةٍ بدلَ الهمزة . وقد تقدَّم مثلُه في " مُسْتَهْزِيُون " أولَ هذا الموضوع . وقرأ نافعٌ في روايةٍ ، وشيخُه وشَيْبَةُ بطاءٍ مضمومةٍ دونَ همزِ . وفيها وجهان ، أحدُهما : أنَّه كقراءةِ الجماعةِ ، إلاَّ أنه خُفِّفَ بالحَذْفِ . والثاني : أنه اسمُ فاعلٍ مِن خطا يخطو إذا اتَّبع خطواتِ غيرِه . فيكونُ مِنْ قولِه : { لاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } [ النور : 21 ] قاله الزمخشري ، وقد مَرَّ في أول هذا الموضوع أنَّ نافعاً يَقْرأ " الصابِييْنَ " بدونِ همزٍ ، وتقدَّم ما نَقَلَ الناسُ فيها ، وعن ابن عباس : ما الخاطُون كلُّنا نَخْطُو . ورَوى عنه أبو الأسودِ الدؤليُّ : " ما الخاطُون ، إنما هو الخاطئُون وما الصابُون ، إنما هو الصابِئُون " .