في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (43)

والذي يعين هذا المعنى هو كلمة رسول . أي مرسل به من عند ربه ، وليس شاعرا ولا كاهنا يقوله من عند نفسه . أو بمساعدة رئي أو شيطان . . إنما هو رسول يقول ما يحمله عمن أرسله . ويقرر هذا تقريرا حاسما ما جاء بعده : ( تنزيل من رب العالمين ) . .

والتعقيب : ( قليلا ما تؤمنون ) . . ( قليلا ما تذكرون ) . . مدلولة نفي الإيمان ، ونفي التذكر . وفق تعبيرات اللغة المألوفة . وفي الحديث في وصف رسول الله [ صلى الله عليه وسلم ] " إنه كان يقل اللغو " . أي لا يلغو أصلا . . فقد نفى عنهم أصل الإيمان وأصل التذكر . وإلا فما يقول مؤمن عن الرسول : إنه شاعر ، ولا يقول متذكر متدبر : إنه كاهن . إنما هما الكفر والغفلة ينضحان بهذا القول النكير !

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (43)

38

تنزيل من رب العالمين .

أي أن القرآن تنزيل من عند الله تعالى ، وهو حي السماء .

قال تعالى : بل هو قرآن مجيد* في لوح محفوظ . ( البروج : 21 ، 22 ) .

وقد انتقل القرآن الكريم من رب العزة جلّ جلاله إلى اللوح المحفوظ ، ونزل به جبرائيل الأمين على النبي صلى الله عليه وسلم ، وتلقاه النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل الأمين ، وتلقته الأمة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد أضيف القرآن الكريم إلى جبريل على أنه المبلّغ به عن الله ، مثل قوله تعالى : وإنه لتنزيل رب العالمين* نزل به الروح الأمين* على قلبك لتكون من المنذرين . ( الشعراء : 192 -194 ) .

ومثل قوله تعالى : إنه لقول رسول كريم . حيث أضاف القرآن إلى النبي صلى الله عليه وسلم على أنه المتلقي عن جبريل ، وقال بعض المفسرين : المراد بالرسول الكريم هو جبريل عليه السلام .

فالقرآن الكريم ليس شعرا وليس كهانة ، وليس من عمل البشر وصنعهم ، والعرب كانت تعرف ذلك ، وتعرف أن القرآن فوق مستوى طاقة البشر ، وليس قولهم : شاعر أو كاهن ، إلا مشاغبة من المشركين للفت الأنظار عن القرآن الكريم ، ولذلك أجاب الله تعالى بقوله :

تنزيل من رب العالمين .

أي : هو وحي السماء ، أنزل الله رب العالمين على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم .

قال عمر بن الخطاب : خرجت أتعرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن أسلم ، فوجدته قد سبقني إلى المسجد ، فقمت خلفه ، فاستفتح سورة الحاقّة ، فجعلت أعجب من تأليف القرآن ، فقلت : هذا والله شاعر كما قالت قريش ، فقرأ : إنه لقول رسول كريم* وما هو بقول شاعر قليلا ما تؤمنون . فقلت : كاهن ، فقرأ : ولا بقول كاهن قليلا ما تذكرون* تنزيل من رب العالمين . إلى آخر السورة ، فوقع الإسلام في قلبي كل موقع ، فهذا من جملة الأسباب التي جعلها الله مؤثرة في هداية عمر بن الخطاب رضي الله عنهxi .

 
تيسير التفسير لإبراهيم القطان - إبراهيم القطان [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (43)

بل هو : { تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العالمين } أنزله على عبده محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (43)

ومن ذلك ، أن ينظروا في حال محمد صلى الله عليه وسلم ، ويرمقوا أوصافه وأخلاقه ، لرأوا أمرا مثل الشمس يدلهم على أنه رسول الله حقا ، وأن ما جاء به تنزيل رب العالمين ، لا يليق أن يكون قول البشر{[1220]}  بل هو كلام دال على عظمة من تكلم به ، وجلالة أوصافه ، وكمال تربيته لعباده ، وعلوه فوق عباده ، وأيضا ، فإن هذا ظن منهم بما لا يليق بالله وحكمته .


[1220]:- في ب: قولا للبشر.
 
الوجيز في تفسير الكتاب العزيز للواحدي - الواحدي [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (43)

ثم بين أن ما يتلوه تنزيل من الله تعالى فقال { تنزيل من رب العالمين }

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (43)

قوله تعالى : " تنزيل " أي هو تنزيل . " من رب العالمين " وهو عطف على قوله : " إنه لقول رسول كريم " [ الحاقة : 40 ] ، أي إنه لقوله رسول كريم ، وهو تنزيل من رب العالمين .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{تَنزِيلٞ مِّن رَّبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (43)

ولما أثبت أنه قول الرسول الذي لا ينطق عن الهوى ، ونفى عنه ما قد يلبس من الشعر والكهانة ، ولم يذكر ما كانوا يرمونه به من السحر والأضغاث لأنه عناد محض لا يرتاب أحد فيه ، وكانت السورة مقصوداً فيها إثبات الحقائق التي قد تخفى ، وصفه بما يحقق ما أريد من نسبته إلى الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : { تنزيل } أي{[68186]} على وجه التنجيم وأشار إلى إرساله إلى جميع الخلق من أهل السماوات والأرض بقوله : { من رب العالمين * } أي موجدهم ومدبرهم بالإحسان إليهم بما يفهم كل منهم من هذا الذكر الذي رباهم به ، ورتب سبحانه نظمه على وجه سهله على كل منهم شيئاً يكفي في هدايته البيانية بخلاف الشعر والكهانة فإنه لا يفهمهما إلا قليل من الناس لا جميع العالمين ، بل كثير من أكابر العلماء وحذاقهم ربما قرىء على {[68187]}أحد منهم{[68188]} الآن القصيدة من قصائد العرب فلا يفهم المراد منها ولا يتضح له بوجه .


[68186]:- زيد من م.
[68187]:- في م: أحدهم.
[68188]:- في م: أحدهم.