تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{لَّا يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡخَٰطِـُٔونَ} (37)

25

الخاطئون : الآثمون أصحاب الخطايا ، من خطئ الرجل : إذا تعمّد الذنب ، لا من الخطأ المضاد للصواب .

لا يأكله إلا الخاطئون .

لا يقبل على هذا النوع من الطعام إلا من تعمد ارتكاب الأخطاء في الدنيا ، أي تعوّد على الإجرام والآثام .

قال المفسرون :

لا يأكله إلا الخاطئون .

أي : لا يأكله إلا الآثمون المجرمون المرتكبون للخطايا والآثام .

والخاطئون . جمع خاطئ وهو الذي يتعمد الذنب ، والمخطئ الذي يفعل الشيء خطأ دون قصد ، ولهذا قال : الخاطئون . ولم يقل : المخطئون .

وفي آية يقول القرآن الكريم : ليس لهم طعام إلا من ضريع . ( الغاشية : 6 ) .

والضريع شيء في النار كالشوك مرّ منتن .

وقال قتادة :

الغسلين هو شر طعام أهل النار .

وقد تحدث القرآن عن وصف طعام أهل النار بأنه طعام بشع ملهب للجوف ، حارق للأمعاء ، فيحتاج آكله إلى الشرب ، فيشرب ماء شديد الحرارة يشوي الوجوه ، ويزيد العطش ويلهبه .

قال تعالى : إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه بئس الشراب وساءت مرتفقا . ( الكهف : 29 ) .

وقال تعالى : أذلك خير نزلا أم شجرة الزّقّّّوم* إنا جعلناها فتنة للظالمين* إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم* طلعها كأنه رؤوس الشياطين* فإنهم لآكلون منها فمالئون منها البطون* قم إن لهم عليها لشوبا من حميم* ثم إن مرجعهم لإلى الجحيم . ( الصافات : 26- 28 ) .

وقال تعالى : إن شجرة الزّقّوم* طعام الأثيم* كالمهل يغلي في البطون* كغلي الحميم* خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم* ثم صبّوا فوق رأسه من عذاب الحميم* ذق إنك أنت العزيز الكريم* إن هذا ما كنتم به تمترون . ( الدخان : 43- 50 ) .