اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{لَّا يَأۡكُلُهُۥٓ إِلَّا ٱلۡخَٰطِـُٔونَ} (37)

قوله : { لاَّ يَأْكُلُهُ إِلاَّ الخاطئون } . صفة ل «غسلين » .

والعامةُ : يهمزون «الخاطئون » ، وهم اسم فاعل من «خَطَأ يَخْطأ » إذا فعل غير الصواب متعمداً ، والمخطئ من يفعله غير متعمد .

وقرأ الحسنُ{[57819]} والزهريُ والعتكي وطلحة : «الخَاطِيُون » بياء مضمومة بدل الهمزة .

وقرأ نافع{[57820]} في رواية وشيبة : بطاء مضمومة دون همزة .

وفيها وجهان :

أحدهما : أنه كقراءة الجماعةِ إلا أنه خفف بالحذف .

والثاني : أنه اسم فاعل من «خَطَا يَخْطُوا » إذا اتبع خطوات غيره ، فيكون من قوله تعالى :{ وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشيطان }[ البقرة : 168 ] ، قاله الزمخشريُّ .

وقد تقدم أول الكتاب أن نافعاً يقرأ : «الصَّابيون » بدون همز ، وكلام الناس فيها .

وعن ابن عباس : ما الخاطُون ، كلنا نخطُو .

وروى عنه أبو الأسود الدؤليُّ : ما الخاطُون إنما هو الخاطئون ، وما الصَّابون إنما هو الصَّابئون{[57821]} ، ويجوز أن يراد الذين يتخطون الحقَّ إلى الباطل ويتحدون حدود الله .


[57819]:ينظر: المحرر الوجيز 5/362، والبحر المحيط 6/321، والدر المصون 6/368.
[57820]:ينظر السابق.
[57821]:أخرجه الحاكم في "المستدرك" (2/501) من طريق أبي الأسود الدؤلي ويحيى بن يعمر عن ابن عباس. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.