في مقام أمين : في مجلس أمنوا فيه من كل هم وحزن .
51 ، 52 ، 53- { إن المتقين في مقام أمين * في جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين } .
نجد هنا مقابلة بين الحديث من أهل النار وعذابهم ومهانتهم ، والحديث من أهل الجنة وما يلقون من صنوف التكريم في المكانة والمكان ، والملبس والمجلس ، والقرناء أو الزوجات ، وأنواع المأكل والفواكه ، والمن النفسي والحسي ، فضلا من الله ونعمة عليهم بهذا الفوز العظيم .
إن المتقين الذين راقبوا الله وأخلصوا له في أعمالهم لهم مساكن آمنة من جميع المخاوف ، طيبة المكان والنزهة ، فهم في بساتين غناء ، وينابيع متدفقة بالماء ، ويلبسون ملابس متنوعة متفاوتة ، بعضها من سندس ، وهو الحرير الرقيق ، وبعضها من إستبرق ، وهو الحرير الغليظ الأخاذ البراق ، كما يتمتعون بالجلوس على الأرائك متقابلين ينظر بعضهم إلى وجوه بعض ، ولا يعرض عنه زيادة في التكريم والنعيم .
قوله تعالى : " إن المتقين في مقام أمين " لما ذكر مستقر الكافرين وعذابهم ذكر نزل المؤمنين ونعيمهم . وقرأ نافع وابن عامر " في مقام " بضم الميم . الباقون بالفتح . قال الكسائي : المقام المكان ، والمقام الإقامة ، كما قال :
عَفَتِ الديارُ محلُّها فمُقَامُهَا{[13758]}
قال الجوهري : وأما المقام والمقام فقد يكون كل واحد منهما بمعنى الإقامة ، وقد يكون بمعنى موضع القيام ؛ لأنك إذا جعلته من قام يقوم فمفتوح ، وإن جعلته من أقام يقيم فمضموم ، لأن الفعل إذا جاوز الثلاث فالموضع مضموم الميم ، لأنه مشبه ببنات الأربعة ، نحو دحرج وهذا مدحرجنا . وقيل : المقام ( بالفتح ) المشهد والمجلس ، و( بالضم ) يمكن أن يراد به المكان ، ويمكن أن يكون مصدرا ومقدرا فيه المضاف ، أي في موضع إقامة . " أمين " يؤمن فيه من الآفات .
ولما وصف سبحانه ما للمبالغ في المساوئ وأفرده أولاً إشارة إلى قليل في قوم هذا النبي الكريم الذي تداركهم [ الله-{[57700]} ] بدعوته تشريفاً له وإعلاء لمقداره ، وجمع آخراً ذاكراً من آثار ما استحق به ذلك من مشاركة في أوزاره ، ففهم أن وصفه انقضى ، ومر ومضى ، فتاقت{[57701]} النفس إلى تعرف ما لأضداده الذين خالفوه في مبدئه ومعاده ، قال مؤكداً لما لهم من التكذيب{[57702]} : { إن المتقين } أي العريقين في هذا الوصف { في مقام } أي موضع إقامة لا يريد الحال فيه تحولاً عنه { أمين * } أي يأمن صاحبه فيه من كل ما لا يعجبه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.