في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ} (39)

21

ويكشف لهم عن حقيقة الحياة الدنيا : ( إنما هذه الحياة الدنيا متاع ) . . متاع زائل لا ثبات له ولا دوام . ( وإن الآخرة هي دار القرار ) . . فهي الأصل وإليها النظر والاعتبار .

 
تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته [إخفاء]  
{يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ} (39)

36

المفردات :

متاع : تمتع يسير لسرعة زوالها ، يُتمتع بها زمنا قليلا ثم تزول .

دار القرار : دار البقاء والدوام والخلود .

التفسير :

39- { يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار } .

ما أخلص هذا المؤمن لدينه ولقومه ، حيث يفتح عيون القبط المصريين على أنّ الدنيا فانية ، ومتعتها زائلة ، وآن الآخرة هي الحياة الباقية ، ودار الاستقرار والخلود والدوام .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ} (39)

قوله تعالى : " ياقوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع " أي يتمتع بها قليلا ثم تنقطع وتزول . " وإن الآخرة هي دار القرار " أي الاستقرار والخلود . ومراده بالدار الآخرة الجنة والنار لأنهما لا يفنيان .

 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ} (39)

ولما كان هذا دعاء على سبيل الإجمال ، وكان الداء كله في الإقبال على الفاني ، والدواء كله في الإقدام على الباقي ، قال استئنافاً في جواب من سأل عن تفصيل هذه السبيل مبيناً أنها العدول عما يفنى إلى ما يبقى محقراً للدنيا مصغراً لشأنها لأن الإخلاد إليها أصل الشر كله ، ومنه يتشعب ما يؤدي إلى سخط الله { يا قوم } كرر ذلك زيادة في استعطافهم بكونهم أهله فهو غير متهم في نصحهم لأنه لا يريد لهم إلا ما يريد لنفسه . ولما كانت الأنفس لكونها مطبوعة على الوهم لا تعد الحاصل إلا الحاضر أكد فقال : { إنما هذه الحياة } وحقرها بقوله : { الدنيا } إشارة إلى دناءتها وبقوله : { متاع } إشارة إلى أنها جيفة لأنها في اللغة من جملة مدلولات المتاع ، فلا يتناول منها إلا كما يتناول المضطر من الجيفة لأنها دار القلعة والزوال والتزود والارتحال .

ولما افتتح بذم الدنيا ، ثنى بمدح الآخرة فقال : { وإن الآخرة } لكونها المقصودة بالذات { هي دار القرار * } التي لا تحول منها أصلاً دائم كل شيء من ثوابها وعقابها ، فهي للتلذذ والانتفاع ، والترفه والاتساع ، لمن توسل إلى ذلك بحسن الاتباع ، أو للشقاوة والهلاك ، لمن اجترأ على المحارم واستخف الانتهاك قال الأصفهاني : قال بعض العارفين : لو كانت الدنيا ذهباً فانياً والآخرة خزفاً باقياً ، لكانت الآخرة خيراً من الدنيا فكيف والدنيا خزف فان ، والآخرة ذهب باق بل أشرف وأحسن .

وكما أن النعيم فيها دائم فكذلك العذاب ، فكان الترغيب في نعيم الجنان ، والترهيب من عذاب النيران ، من أعظم وجوه الترغيب والترهيب ، فالآية من الاحتباك : ذكر المتاع أولاً دليلاً على حذف التوسع ثانياً ، والقرار ثانياً دليلاً على حذف الارتحال أولاً .