فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{يَٰقَوۡمِ إِنَّمَا هَٰذِهِ ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَا مَتَٰعٞ وَإِنَّ ٱلۡأٓخِرَةَ هِيَ دَارُ ٱلۡقَرَارِ} (39)

{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ } يتمتع بها أياما ثم تنقطع وتزول ، لأن التنوين للتقليل ، فالإخلاد إليها أصل الشر ومنبع الفتن ، ورأس كل بلاء وآفة { وَإِنَّ الْآَخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ } أي الاستقرار والثبات ، فلا انتقال ولا تحول عنها ، لكونها دائمة لا تنقطع ومستمرة لا تزول ، والباقي خير من الفاني . قال بعض العارفين : لو كانت الدنيا ذهبا فانيا ، والآخرة خزفا باقيا لكانت الآخرة خيرا من الدنيا ، فكيف والدنيا خزف فان ، والآخرة ذهب باق !

قال ابن عباس : ( الدنيا جمعة من جمع الآخرة سبعة آلاف سنة ، وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الحياة الدنيا متاع وليس من متاعها شيء أفضل من المرأة الصالحة التي إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالها ) .