دافق : مدفوق ومصبوب بدفع وسرعة .
5 ، 6- فلينظر الإنسان ممّ خلق* خلق من ماء دافق .
فليتأمّل الإنسان الكامل العقل ، الذي خلقه الله بشرا سويّا ، له للنظر عينان ، وللبطش يدان ، وللمشي رجلان ، وله لسان وشفتان ، وله عقل وفهم وفكر ، وإرادة واختيار ، من أي شيء خلق هذا الإنسان ؟
خلق من مني لرجل والمرأة ، من ماء متدفق بشدة وشهوة ، ينتقل من الرجل إلى المرأة ، فيتم تلقيح البويضة ، وتتحول النطفة إلى علقة ثم إلى مضغة ثم إلى عظام ثم تكسي العظام لحما ثم ينشئه الله خلقا آخر ، فتبارك الله أحسن الخالقين . ( المؤمنون : 14 ) .
ثم قال : " خلق " وهو جواب الاستفهام " من ماء دافق " أي من المني . والدفق : صب الماء ، دفقت الماء أدفقه دفقا : صببته ، فهو ماء دافق ، أي مدفوق ، كما قالوا : سر كاتم : أي مكتوم ؛ لأنه من قولك : دفق الماء ، على ما لم يسم فاعله . ولا يقال : دفق الماء{[15927]} . ويقال : دفق اللّه روحه : إذا دعي عليه بالموت . قال الفراء والأخفش : " من ماء دافق " أي مصبوب في الرحم . الزجاج : من ماء ذي اندفاق . يقال : دارع وفارس ونابل ، أي ذو فرس ، ودرع ، ونبل . وهذا مذهب سيبويه . فالدافق هو المندفق بشدة قوته . وأراد ماءين : ماء الرجل وماء المرأة ؛ لأن الإنسان مخلوق منهما ، لكن جعلهما ماء واحدا لامتزاجهما . وعن عكرمة عن ابن عباس : " دافق " لزج .
ولما نبه بالاستفهام على أن هذا أمر مهم جداً ينبغي لكل أحد أن يترك جميع مهماته ويتفرغ للنظر فيه فإنه يكسبه السعادة الأبدية الدائمة{[72671]} ، وكان الإنسان - مع كونه ضعيفاً عاجزاً - لا ينفك عن شاغل ومفتر ، فلا يكاد يصح له نظر ، تولى سبحانه وتعالى شرح ذلك عنه فأجاب الاستفهام بقوله : { خلق } أي{[72672]} الإنسان على أيسر وجه وأسهله بعد خلق أبيه آدم عليه الصلاة والسلام من تراب ، وأمه حواء عليها السلام من ضلعه{[72673]} { من ماء دافق * } أي هو{[72674]} - لقوة دفق الطبيعة له - كأنه يدفق بنفسه{[72675]} فهو إسناد مجازي ، والدفق لصاحبه ، أو هو مثل " لابن " أي ذي دفق ، والدفق صب فيه دفع ، ولم يقل : ماءين{[72676]} - إشارة إلى أنهما يجتمعان في الرحم و{[72677]} يمتزجان أشد امتزاج بحيث يصيران ماءً{[72678]} واحداً .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.